الأحد وماج الناس في ذلك الشناعة على الدولة لذلك، وطائفة يجعلون الذنب للقاضي، ومن الناس من تعذر بضعفه وعجزه، وأرسل القاضي إليّ فقلت: لا سبيل إلى دخول العادلية وابن الغزي يدرس ولم أحكم يوم الأحد أيضاً.
وكثر هرج الناس ومزحهم وكان سبب حضوره أن كاتب السر ساعدهم وقال: مرسوم السلطان لا يبطل إلا بمثله أو كما قال، فجاءت الرسالة بالحضور معه والجماعة متساهلون وتطلعت العيون إلى مال الصبي ووجدوه طعمة وهم طماعون.
ويوم الخميس تاسعه وصل تمربغا المنجكي على البريد في سروج كثيرة فنزل القصر وهو قاصد بلاد الشمال وهرع إليه الناس فمكث سبعة أيام ثم توجه لما جاء بصدده.
ويوم الأحد ثاني عشره وصل الأمير صلاح الدي بن ناصر الدين محمد ابن تنكز فنزل بدار الذهب، وكان السلطان أمره بالإقامة بالشام وعزله من وظيفته ثم ترتب مكانه في استاددارية الأملاك والمستأجرات أمير فرج المعروف بمشد الدواوين.
ويومئذ وصل على البريد مملوك نائب حلب قيل في يوم واحد وأخبر بوصول ابن تمر وجماعة إلى بلاد الموصل وقربهم من ملطية (١) وتوجه من فوره إلى القاهرة فأزعج الناس لذلك.
ويوم الثلاثاء رابع عشره عند العصر توجه الركب الحلبي بما اشتمل عليه من الحمويين والطرابلسيين والحمصيين واستمروا إلى المغرب وتولى بدمشق منهم قاضي من حلب.
ووصل الخبر بوفاة قاضي مكة محب الدين أحمد بن القاضي أبي الفضل النويري، توفي في رجب كما تقدم وكان باشر قضاء المدينة مدة
(١) ملطية -قال ياقوت -بلدة من بلاد الروم مشهورة مذكورة تتاخم الشام- معجم البلدان ٥/ ٢٢٣ (١١٥٢٦).