طويلة ثم قضاء مكة أكثر من عشر سنين، وولي بعده ولده وكذلك وصل الخبر بموت عمه ومات قبله بأربعين يوماً.
ويوم الخميس سادس عشره بعد المغرب توجه الأمير تمربغا المنجكي إلى ناحية حلب.
ويومئذ توجه المحمل السلطاني وبقية الركب الشاميين وأميرهم صروق وقاضيهم تقي الدين ابن الخباز نائب الحنفي.
وحج بدر الدين عبيدان وأخي نجم الدين متعادلين، ومن الحجاج القاضي سعد الدين النووي قاصد المجاورة، وموقت الركب عبد الملك رئيس جامعي تنكز ويلبغا، والنجم ابن الأقصرائي.
وليلة الأحد تاسع عشره نقلت الشمس إلى برج الأسد، ويومئذ تكررت الرسل من جهة القاضي إليّ لأنزل إلى العادلية فلم أبرز اليهم، منهم الشيخ جمال الدين الكردي، وقلت: لا أهين الشرع أبداً.
ويومئذ استناب القاضي للقاضي جمال الدين البهنسي عوضاً عن الكفيري وحكم من الغد.
ويومئذ خلع على الشريف ابن دعاء أُعيد إلى ولاية البر وعلى ابن الحازمي ولي ولاية المدينة.
ويوم الاثنين العشرين منه درس شرف الدين موسى بن الرمثاوي الذي كان أبوه شاهداً بمركز العصرونية وهو أخو البدر محمد بمدرسة أم الصالح نزل له عنها قاضي القضاة بستة آلاف وشيء، وحضر عنده القاضي وغيره، وقد صار في هذا الزمان يتطاول إلى التدريس كل أحد ويباع ويشترى كما يشترى المتاع، وألغيت شروط الواقفين فنسأل الله الستر.
ويوم الخميس ثالث عشريه خرج طلب الأمير الكبير جلبان جاليشاً (١) ومضاف إليه عدة أُمراء وهم ابن منجك وابن أخيه وغيرهم.
(١) جاليش -أو شاليش- الفريق المحارب اْو طليعة المحاربين الذين يحملون علم السلطان وهي الراية التي بها خصلة من شعر الخيل إشارة إلى رئاسة المعركة.