بداره المعروفة بدار القرماني إنشاء والده وصُلي عليه من الغد في الساعة الثالثة ودفن بتربة أنشأها عند مسجد الذبان ووقف عليها وشيعه الأمراء والكبار والقضاة وغيرهم، وكان يوم مطر ووحل كثير، وكان شابًا في عشر الأربعين قدم هو وأخوته بعد موت والدهم بمصر سنة سبع وسبعين وهم شباب مرد وهذا أصغرهم وبيدهم إقطاعات ثم صاروا مقدمين بعد استقرار السلطان في هذه النوبة لأنه وأخوه لما خرجوا مع العسكر المتوجهين لقتال السلطان لما خرج من الكرك فانكسر وهربوا إليه فصارت لهم عنده منزلة فأُعطي هذا طبلخاناة وأخوه تقدمة فلما قتل أخوه الأمير إبراهيم وهو أكبر منه في نوبة نعير مع الناصري فقدم وصار هو المشار إليه، وكان مباينًا لأخيه الآخر الأمير فرج لأنه من أم أُخرى وكانوا كلهم عندهم صيانة، ولكن بآخره عانى هو وأخوه الشراب ففسد حالهما والله يسامحهم، وكان هذا يتصدق كثيرًا وحضر جنازته خلق كثير من القضاة والأمراء وحضر نائب الغيبة.
وليلة الخميس ويوم ثاني عشره وقع مطر غزير جدًا وهو آخر يوم في كانون الثاني.
ويوم الجمعة ثالث عشره أول شباط وانكسر البرد.
ويوم السبت رابع عشره وصل قاضي غزة شهاب الدين السلاوي إلى بيته بالسلاوية معزولاً عن القضاء بابن عباس المعزول عن قضاء حمص بابن عبيدان.
ويومئذ توفي بالقاهرة دوادار (١) السلطان قلمطاي ووصل الخبر بذلك يوم الخميس الآتي، بينه وبين أمير آخور شهر واحد.
ويوم الاثنين سادس عشره أُلبس ابن البولاد شربوش وأُعطى ولاية بيروت بإقطاع طبلخاناة بدل علاء الدين من مدة وذلك عوضًا عن مقبل.