ويوم الثلاثاء سابع عشره وصلت الكتب بتولية القاضي شمس الدين الأخنائي قضاء الشام وأن توقيعه كتب في سادس الشهر.
وليلة الأربعاء ثامن عشره وقع مطر جيد وكان الناس قد فرحوا بالصحو من أول شباط لحاجة الزرع وغيره وزادت الأنهار في هذه الأيام من ذوب الثلوج الواقعة غربي البلد.
ويومئذ ويوم الخميس اشتهر بدمشق ولاية ابن الأخنائي ولم يصح ذلك عند القاضي علاء الدين لم يتركوا الحكم، فلما كان ليلة الجمعة بعد العشاء وصل جركس مملوك النائب وأخبر بذلك ووصل معه كتاب من نائب الشام إلى ابن الأخنائي بوصول توقيعه وأنه واصل فأصبح الناس إلى بابه يهرعون فلما كان بعد صلاة الجمعة وصل التوقيع وهو شامل القضاء والخطابة ومشيخة الشيوخ على قاعدة من تقدمه فمدة ولاية ابن أبي البقاء سنة وبضعة عشر يومًا.
وفي الساعة الثانية عشر من ليلة الأحد ثاني عشريه بعد الفجر تقريبًا نقلت الشمس إلى برج الحوت.
ويوم الاثنين ثالث عشريه خلع على القاضي شمس الدين ابن الأخنائي بقضاء الشام والخطابة ومشيخة الشيوخ ولبس الخلعة من الجامع وذهب إلى دار السعادة واجتمع بنائب الغيبة وهو حاجب الحجاب الطنبغا ثم جاء هو وإياه إلى الجامع وقرئ التقليد بالجامع بحضور القضاة والناس، قرأه موقع الحاجب القرشي وهو مؤرخ بخامس الشهر ثم جاء إلى العادلية وباشر.
ووقع يومئذ بعد الظهر مطر كثير.
ويوم الجمعة سابع عشريه خطب قاضي القضاة الجديد بالجامع وشكرت خطبته وقرأته ولم أسمعه.
ويومئذ آخر النهار وقع مطر أثر في الأرض ثم وقع ليلًا فأصبحت