يوم الأربعاء ثالثه ولكن خارج عمن يموت بالقبيبات والصالحية والمارستان والحاصل أنه يتجاوز المائة وربما يصل إلى المائة والخمسين سوى من يموت بالغوطة (١) والمرج وهم كثير نحو هذا العدد والله أعلم.
ويوم الجمعة خامسه وصل ركب الحجاج الحلبيين فنزلوا الميدان على العادة وهم قليلون وليس معهم محمل بل جاءوا على العادة القديمة وكانوا في هذه السنوات الثلاث يجيئون بمحمل وليس مع أميرهم طبلخاناة وكذلك الحجاج من جهة الروم قليلون.
ويوم السبت سادسه انتقل القاضي علاء الدين من العذراوية إلى بيته ليمرض فيه استؤذن النائب في ذلك فأذن له، وابن الجواشني أيضًا ضعيف انتقل إلى أعلا المدرسة ليمرض وبلغني أنهم أطلقوا ابن قاضي أذرعات وكان أمره وقع بالتبعية.
ويوم الاثنين ثامنه سار بقية التجار والمتوجهون معهم إلى الحجاز على درب غزة.
ويوم الثلاثاء تاسعه أول أبيب ..... زيادة النيل، ويومئذ سعر الخبز كل رطل بدرهم والمعروك عشر أواق وذلك لأن القمح سعره الغرارة مائة وخمسين تقريبًا.
ويوم الخميس حادي عشره خرج المحمل السلطاني من القلعة للتوجه إلى الحجاز وتقدموا بذلك على العادة المتأخرة وأمير الحاج حاجب الحجاب طنبغا العثماني وقاضيه عمران ومن الحجاج المعروفين الشيخ شهاب الدين ابن الجباب والشيخ عبد الملك شيخ خانقاه خاتون ومعه عبد السلام من صوفيتها وطلبة العلم وشهاب الدين النابلسي والقاضي بدر الدين القدسي الحنفي، وتوجه بقية الحلبيين وأميرهم صبيحة يوم السبت.
(١) الغوطة - قال ياقوت - هي الكورة التي منها دمشق تحيط بها الجبال العالية من جميع جهاتها وبها الأنهار الجارية وهي بالإجماع أنزه بلاد الله وأحسنها منظراً - معجم البلدان ٤/ ٢٤٨ (٨٩٤٨).