للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وصبح يوم الجمعة ثاني عشره توفي ابن أختي تاج الدين أبو الفتح (١) محمد بن الشيخ شمس الدين محمد بن سليم ابن كامل الجداوي ببيت والده بأعلا المدرسة الأسدية ظاهر دمشق مطعوناً انقطع ستة أيام وصلى عليه عقيب صلاة الجمعة بجامع تنكز ودفن بطرف مقبرة الصوفية الغربي غربي قبر جده والدي وابن الصلاح، وسنه ستة عشر سنة إلا ثلاثة وخمسين يوماً لأن مولده في خامس ذي الحجة سنة أربع وثمانين، أحضرته صحيح البخاري عن ابن عوض وأسمعته على ابن خطيب المزة وجماعة وحفظ القرآن والتحبير للزنكلوني وهو التنبيه مصححاً، وكان ذكياً فهماً أُصيب به والداه جبر الله مصيبتهما.

ويوم الأحد أو الاثنين نصفه سعر الخبز كل رطل وثلث بدرهم والمعروك كل رطل بدرهم وذلك لنقصان سعر الغلة مع أن القمح الجديد لم يجيء منه إلا القليل من حول البلد وفرح الناس بذلك واطمأنت خواطرهم لكن حصل لهم نكد بالطاعون وموت الأقارب والإخوان.

وبعد مضي نصف ليلة الاثنين نصفه وهو أول تموز توفي أخي (٢) بهاء الدين أبو البقاء محمد بإيوان المدرسة الأسدية ظاهر دمشق مطعونًا انقطع ستة أيام ومات في السابع وصلى عليه بعد صلاة الظهر بجامع تنكز ودفن بطرف مقبرة الصوفية غربي قبر والده جوار قبر تاج الدين المقدم ذكره من القبلة وشيّعه جماعة كخيرون من القضاة والفقهاء والأمراء والعوام وبكوا عليه وترحموا وتزاحموا على حمل نعشه وكان الناس يحبونه لحسن قراءته وعشرته، مولده في ربيع الأول أظنه في ثامنه سنة ثلاث وستين بأعلا المدرسة الأسدية المذكورة، وكمل سبعة وثلاثين سنة وسبعة أشهر ونحو سبعة أيام، حفظ القرآن العظيم وصلى التراويح بالناس وكان الناس يقصدون سماع قراءته لحسن صوته ولينه وآدابه وطيب نغمه ولما صلى وهو صبي


(١) * * * *
(٢) تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٦٨٢، إنباء الغمر ٣/ ٤١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>