للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطيوريين بباب الجابية، وكان بيده التدريس المذكور يسكن به ثم صحب القاضي تاج الدين في أيام محنته فقربه وأحسن إليه وولى بعد ذلك مباشرات ودخل بين الفقهاء ونزل بالمدارس ولم يشتغل على شيخ وإنما كان يطالع ويشتغل وحده ويقال ان ابن شجرة أذن له بالإفتاء، ثم صحب القونوي فكان يرسل معه الرسائل ثم إنه ترك المدارس أيام القاضي ولي الدين وجلس بالجامع يشتغل ويفتى لا ينازعه في ذلك أحد وكان قاصرًا في العلم مع اعتقاده أنه عالم وكان يرجع إلى دين ويواظب الصف الأول في صلاة الصبح مع الإمام الكبير ودرس بمدرسة ابن مكي بصيدا وكان يتردد إليها ويعاني الفتوة وآلات الحرب، وأخذ عن القونوي وولاه الباعوني مشيخة خانقاه القصر ونزلت له عن مشيخة إسماع الحديث باشرها في رمضان سنة سبع وسبعين بجامع تنكز التي تلقيتها عن ابن كثير فكان يواظبها وتعجبه المشيخة وان يذكر بالعلم والصلاح وكان فيه إحسان إلى طلبته وهم ناس مخصوصون ويسعى لهم عند الحكام وعنده مروءة وعصبية وكان يحج كثيرًا وله ثروة ويتجر في سفر الحج وولي مرة في أيام منطاش نظر المارستان النوري وكان يستناب بآخره في الخطابة بالجامع ولأهل صيدا وتلك النواحي فيه اعتقاد كثير في العلم والصلاح وكان ينهى أحيانًا عن المنكر وفي طريق الحجاز ويعلم الناس من أمور دينهم فرحمه الله تعالى وإيانا.

ويوم الأحد سادسه باشر القاضي تقي الدين أبو بكر بن الربوة نيابة الحكم بالنورية خمس أيام ثم عزل يوم الخميس عاشره ثم ولي مكانه رجل يقال له ابن القرشية يوم الاثنين رابع عشره يقال أنه عَريٌ من العلم مع الوضاعة وهو صهر القاضي بدر الدين القدسي، وقد سعى في العام الأول في وكالة بيت المال ووليها ثم عزل في هذه السنة.

وليلة الثلاثاء ثامنه توفي نجم الدين أحمد (١) بن محمد بن عثمان بن الجناني نقيب الغزالية وعاملها وعامل الأمينية مطعونًا انقطع يومًا واحدًا بعدما مات قبل ذلك ابنيه وزوجته وخلف ولدًا وكان في البستان فنزل أمس آخر


(١) تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٦٧١، الدرر الكامنة ١/ ٢٨٠ (٧١٥) إنباء الغمر ٢/ ٤٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>