النهار إلى المدينة فتوفي وأظنه جاوز الأربعين وكان عليه الاعتماد في المباشرات بالمدارس وضبط الفقهاء وهو مشكور في ذلك وعنده مداراة والناس يحبونه وقد حفظ كتابًا ويكتب جيدًا ويشهد على القضاة ويعرف صنعة الكتابة، فأُعطيت وظائفه لولده الصغير ويستناب عنه أخوه.
ومات أيضًا ولد الشيخ بدر الدين محمد بن مكتوم صغيرًا وكانت وظائف أبيه منذ مات سنة سبع وتسعين باسمه فولي إعادة العادلية الصغرى الشيخ القاضي شهاب الدين الملكاوي ووليت مشيخة الحديث بالمدرسة الناصرية فأعطيتها للشيخ جمال الدين ابن الشرائحي ولم أقبلها وأما تصديره على الجامع فاستقر بعدما كان القاضي عينه لابن الحسباني القاضي شهاب الدين ولمحيي الدين المصري باسم .....
ويوم الخميس عاشره أول مسري، وفي هذه الأيام خف الموت بالطاعون وتناقص العدد إلى ما دون الثلاثين في الديوان بعدما كان انتهى إلى نحو السبعين ويقال أكثر وكان ذلك خارجًا عن المارستانين وعن موتى الصالحية والقبيبات وغير ذلك فيظن أنه كان يبلغ ما حول المائة وخمسين فتناقص بهذا الاعتبار إلى الثلث ولكن كثرت الأمراض بالحميات وغيرها.
ويوم الأحد الثالث عشر منه حضر القاضي الدرس ولم يحضروا في هذه الأيام شيء لاشتغال الناس بالطاعون وموت جماعة مصادفًا لأيام الحضور والعادة أن يبطل إذا حضروا من العشر الأوسط من هذا الشهر فشرعوا الحضور فيه ودرس شهاب الدين الغزي يومئذ بالناصرية لتوليته إعادتها نزل له ابن الحسباني عنها وكان تولاها عوضًا عن ابن مكتوم حين توفي وكان هو الذي نزل عنها لابن مكتوم فولاه القاضي علاء الدين إياها بعد موته واستثناها من وظائف ولده وكاضوا ينازعون في ذلك فصادف موت ولد ابن مكتوم وكان النزول عنها من مدة.
ويوم الاثنين رابع عشره دخل النائب وكان سافر لكشف الغور من أول الشهر، وجاء الخبر بأن صاحب سيواس برهان الدين القاضي قتل.
وفي العشر الأوسط وصل الخبر بعزل ابن الدماميني شرف الدين