الشمس بجامع تنكز ودفن بمقبرة الصوفية عند والده بالقطعة الشرقية من أسفل وله اثنان وستون سنة لأن مولده فيما أخبرني سنة ثمان وثلاثين وسبعمئة ولم يشب وكان أسمر طويلًا عريضًا حفظ مجمع البحرين ودرس بالخاتونية سنة بضع وستين ثم ناب لأبيه في الحكم ثم للهمام ابن القوام ثم لابن الكفري، وكان أقدم قاضي لأنه حكم من أكثر من ثلاثين سنة وولي أيضاً قضاء العسكر وكان كثير المروءة والأدب ولكنه كان سيئ السيرة في القضاة ولي مكانه تدريس الخاتونية القاضي أمين الدين كاتب السر ونظر الخاتونية بالصالحية ولد القاضي الحنفي.
ويوم الخميس رابع عشريه لبس الحاجب شهاب الدين أحمد بن البريدي خلعةً بتوليته نيابة القدس، وجاءت الأخبار بأن النيل بلغ ستة عشر ذراعًا وكسر الخليج في يوم السبت تاسع عشره عاشر مسري وثالث آب.
وجرى في هذا اليوم كائنة عجيبة وهو أن علي بيه أحد خواص السلطان أظهر أنه مريض وأكمن مماليكه في داره لابسة أداة الحرب على أن السلطان إذا مر وقصد عيادته أن يغتالوه فلما رجع السلطان نمى إليه الخبر عند وصوله إلى الدار فأسرع الطلوع إلى القلعة فلما بلغ ذلك علي بيه وجماعته ركبوا في آثارهم وباشروا القتال لبعض مماليك السلطان فلما طلع السلطان إلى القلعة تفرقوا فقبض على علي بيه وأحضر بين يدي السلطان فقرره وعصره من كان معه فلم يُقِر على أحد فلما كان في الليل خنق.
وكان استاددار السلطان قد تخلف يومئذ فظن السلطان أنه كان مع علي بيه فقبض عليه ونهب داره كما نهب دار علي بيه ثم إن السلطان تحقق أنه لم يكن معه فأطلقه وخلع عليه فقام مماليك السلطان وقالوا: ولا الوزير، فآل الأمر إلى أن قبض على الاستاددار ولا يدري ما فعل به.
ويوم السبت سادس عشريه توفي خطيب العدل المعمر شمس (١) الدين محمد بن محمد بن منصور الرسولي أحد شهود تحت الساعات وأقدمهم