بها أميراً كبيراً وقتل في أول فتنة الناصري متولياً وظيفة المهمندارية بحلب وأُعطي إمرة عشرة وكان أبوه في أول أمره كذلك.
وأخبر بأن القاضي أصيل الدين نائب الحكم بالقاهرة ولي قضاء الشام وأنه لبس يوم الخميس الماضي ثم جاءت الكتب بذلك وبلبسه يوم الخميس ثالث عشري شعبان كما ذكر.
وليلة الجمعة ثانيه برد الماء في الكيزان حتى لا يكاد الشارب يستطيع يكمل شربه كأنه ماء كانون واستمر ليالي واستغنى الناس بذلك عن الثلج في رمضان.
ويوم الثلاثاء سادسه في الساعة الحادية عشر عند العصر نقلت الشمس إلى برج الجوزاء وكان يوماً مغيماً وربما وقع مطر يسير ثم حصل هواء مزعج كما كان ليلة الاثنين ثم وقع مطر يوم الجمعة تاسعه وتكرر وقوعه ثم يوم الأحد حادي عشره وحصل ضباب سد الآفاق وفي الجملة فحصل في أيار من انكسار الحر ما نفع الصوام.
ويوم الخميس ثامنه وصل إليّ كتاب القاضي أصيل الدين وهو مؤرخ بخامس عشري شعبان بأن أنوب عنه في القضاء والخطابة ومشيخة الشيوخ وأنه استأذن له كاتب السر السلطان في ذلك فأذن وشهد اثنان مدنيان بذلك وكان الكتاب صحبة أحدهما وذهبا ليؤديا الشهادة بكل ذلك عند القاضي الحنفي فأذن هو أيضاً في ذلك وكنت قد سررت بالراحة في هذا الشهر فحصل التعب من وجوه فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ويومئذ بعد المغرب توجه قاضي حلب كمال الدين ابن العديم إلى بلده وكان قدم القاهرة منذ أيام وتكلف إلى غرامة جملة.
ويوم الجمعة تاسعه وقع مطر بدمشق تكرر وقوعه وكان كثيراً جداً آخر النهار قبلي دمشق ما بين الكسوة والخربة واستمر ليلة السبت ثم وقع المطر باْرض الخربة أيضاً يوم الأحد كثيراً جداً وصارت الأرض ذات وحل كثير ووقع يومئذ يسيراً وكان بدمشق ضباب كثير سد الآفاق كالمتقدم وجاء الخبر بوقوع هذا المطر في ناحية الشمال في هذه الأيام.