ويوم هذا الأحد هو الثامن عشر من أيار ويوم الأربعاء رابع عشره وصل مملوك الدوادار بيبرس ومعه توقيع قاضي الشام وتوقيع نائب بعلبك غرس الدين خليل أخي الزينكي عوضاً عن تنكزبغا وغير ذلك.
ويوم الجمعة سادس عشره وصل مملوك النائب سلامش من القاهرة وكان أرسله في أشغال ووصل نائب بعلبك الجديد أخو الزينكي، ويومئذ خطبت بالجامع.
وفي العشر الأوسط قبض على الشريف بالقاعة الغربية بجامع تنكز ووجد عنده الآلات التي تضرب بها الدراهم فطلب إلى دار السعادة وفي رقبته الغل وهو حسر اللباس فبان من أمره أنه كان في سعي في مصر في وكالة بيت المال ورسم له بذلك واشتهر أمره ثم بطل أمره بالقاهرة وسعي لابن السنجاري الصغير فوصل إلى دمشق منذ أيام واستعار هذا البيت من ابن تنكز ففعل ما فعل وقد توفي هذا الشريف بالمعلا سنة اثنين وثمان مائة في ذي القعدة متوجهاً للحج.
وفي هذه الأيام وصل الخبر بأن ابن السنجاري يرسم له بوكالة بيت المال فسعى زوج أخته عبد الرحمن المهتار وجاء ليقبل يد السلطان فلما رآه أمرد قليل الشعر غضب وأمر بنزع الخلعة عنه فنزعت في الحال وخرج الصبي خجلان وصاح السلطان على مهتاره أو كما قيل.
ويوم الاثنين تاسع عشره أول بونة.
ويوم الخميس ثاني عشريه وصل سواق وأخبر بأن قاضي الشام قد خرج من القاهرة ليلة الأحد أو آخر نهار السبت سابع عشره وأنه تعجل ليدرك خطبة العيد وهذا السواق قدم وعلى يده كتاب السلطان والأمراء بأن يستقر قراتمر في حجوبية الميسرة عوضاً عن جركس وأن ابن نائب الصبيبة يكون في حجوبية ابن النقيب وكان قبل ذلك كما قدمنا عند مجىِء النائب من الغور جاء ما يخالف ذلك وأجلس ابن نائب الصبيبة فوق قراتمر، فلما جاء هذا المرسوم عكس الأمر.