للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويومئذ توفي بالإسكندرية الأمير الكبير سيف الدين كمشبغا (١) مطعوناً في رأسه ومات له ابنان أيضاً في هذا الطاعون (*)، وكان كمشبغا المذكور لابن صاحب حماة رباه ثم قدمه للسلطان الناصر حسن فلما قتل يلبغا السلطان حسن أخذه فصار من جملة جماعة ثم صار رأس نوبة عنده فلما قتل يلبغا وصار قاتله أسندمر هو الكبير عظم أمره جماعة يلبغا فلما قتل أسندمر عاجلاً أخذوا جميعاً فأودعوا القلاع ونفوا من الديار المصرية ثم بعد مدة أخرجوا، ولما صار طشتمر دوادار الأشرف وكان من قبل دوادار يلبغا سعى في رجوعهم إلى القاهرة وأخذ مواعيد السلطان وغيره فلما قتل الأشرف وصار الأمر بعد أشهر للأميرين بركة وبرقوق أعطى هذا أمره عشرة بحلب ثم نقل إلى تقدمة بالشام ثم إلى نيابة حماة عوضاً عن أرغون الأسعردي أحد نظراء أستاذه بعد قتل الناصر كل ذلك فيما دون سنة ثم ولي نيابة الشام عوضاً عن بيدمر في نيابته الرابعة في رجب سنة ثمانين فأقام سنة ونصفاً ثم اعتقل ثم ولي نيابة صفد نحو نصف سنة ثم نقل إلى نيابة طرابلس بعد أينال ثم نقل إلى الإقطاع الكبير بالشام في نيابة بيدمر السادسة فأقام نحو عشرين يوماً ثم قبض عليبما وسجن لأنه أراد الفتك بالنائب فأقام نحو أربعة أشهر ثم نقل إلى بعلبك بطالاً ثم أعيد إلى نيابة صفد عوضاً عن مأمور فأقام نحو سنة ثم نقل إلى طرابلس ثانياً فأقام نحو أربع سنين ثم طلب فلما وصل إلى دمشق سجن بها فاستمر عشرة أشهر وعشرة أيام حتى أخرجه الناصري حين خرج من حلب على السلطان ووصل إلى دمشق في جملة المسجونين بالقلعة فتوجه معه إلى مصر فأعطى نيابة حلب فلم يلبث أن قبض على الناصري منطاش فخرج عن طاعته كمشبغا فبينا هو على ذلك إذ جاءه الخبر بخروج السلطان الظاهر من الكرك فقصده وهو على قبة يلبغا ظاهر دمشق ومعه العَدد والعُدد فلما كانت الوقعة كان هو الجاليش فانكسر وهرب إلى حلب فلما انتصر السلطان واستقر طلبه وخيره بين نيابة حلب أو


(١) تاريخ ابن قاضي شهبة ٤/ ٥٣، إنباء الغمر ٤/ ٧٧، الذيل على دول الإسلام ٤٠٤، الضوء اللامع ٦/ ٢٣٠ (٧٩٣).
(*) جاء في حاشية الورقة (١٨٥): وكان أحسن الناس شكلاً وداره بالسفاريين.

<<  <  ج: ص:  >  >>