للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانوا وصلوا إلى الكسوة وما فوقها ففرقوا العساكر بالبلاد والولايات، واستدعيا بالأمير طشتمر ليجعلاه الأمير الكبير فتوجه وصار كما كُتب إلا أن الكلمة لهما ثم قبض عليه يوم عرفة من السنة (*).

وعظم شأن الجراكسة ثم قبض برقوق على بركة أوائل ربيع الأول سنة اثنين وثمانين واستقل بالأمر إلى تاسع عشر رمضان سنة أربع وثمانين فاستقل بالسلطنة ورفع ابن السلطان الأشرف ..... وكان الأصغر من ولديه تسلطن بعد وفاة أخيه واسمه حاجي فلقبه حينئذ الصالح واستمر يدبر الملك ويسوسه أحسن سياسة، إلى أن خرج عليه الأمير يلبغا الناصري نائب حلب وهو أيضاً من جماعة يلبغا وأطاعه أهل حلب ومن تابعهم من أهل الشام فقصد مصر بعد ما كسر الجيش المصري والشامي عند القطيفة، وكان السلطان قد أرسل إليه عدة أمراء من مصر مع نائب الشام والعسكر فلما كسرهم قصد مصر وخرج إليه طائفة من كبار أهل مصر وكان في الباطن يُكاتِبُه، فلما رأى السلطان اضمحلال أمره خرج من القلعة مختفياً وسلم الأمر فدخل الناصري بجيوشه في شهر جمادى الأولى سنة (٩١) من غير قتال وأخذ القلعة وأعادوا ابن الأشرف إلى السلطنة ولقبوه في هذه النوبة بالمنصور.

ثم قبضوا على الظاهر ولم يقتلوه وأرسلوه إلى قلعة الكرك فدخلها في مستهل جمادى الآخرة من السنة فأقام بها أزيد من شهرين وقرروا النواب والأمراء في البلاد ثم وقع بين الأمير الناصري والأمير منطاش فظفر منطاش بالناصري وقبض عليه وصار الأمير الكبير وذلك في رمضان سنة إحدى وتسعين، وأخذ الخزائن التي كانت للظاهر فمحقها وأرسل في الحال إلى قلعة الكرك لقتل الظاهر وذلك في ثالث رمضان منها.

فقام أهل الكرك في الدفع عنه بعد ما استغاث بهم فأغاثوه فأخرجوه من القلعة وقتلوا الذي جاء لقتله، وخرج من الكرك في شوال وهم معه


(*) جاء في حاشية الورقة (٨٦ ب): واستقر مقدماً ثم في شهر ربيع الآخر من السنة غلب الناصري وأنزله من الإسطبل وصار أمير آخور وصار اتابك العساكر بعد طشتمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>