للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو رجل مخيل كان بالشام فذكر أنه كاشفه فلما أمضت إليه السلطنة استحضره إليه فكان عنده ثم دفن هناك الشيخ أبا بكر البجائي المجذوب الذي كان يعتقده أهل مصر ثم دفن عنده أبا عبد الله الكركي المغربي فأوصى أن يدفن عندهم.

كان أحد مماليك الأمير الكبير يلبغا الخاصكي أتابك العساكر بالديار المصرية ورأس الميمنة بعد قتل السلطان الملك الناصر حسن بن الناصر فلما ولي أستاذه في سنة ثمان وستين ثم قتل قاتله مملوكه الأمير الكبير أسندمر الذي صار مكانه بعده بأشهر تتبعوا مماليك الأمير يلبغا الأجلاب وغيرهم يقتلون ويسجنون وينفون فكان هذا ممن أخرج إلى الشام ثم خدم بعد ذلك عند نائب الشام منجك فكان من جملة أجناده ثم تنقلت به الأحوال وبمن بقي معه من مماليك الأمير يلبغا وصار كثير منهم بالديار المصرية ومن خدمة السلطان الملك الأشرف شعبان وذلك لما صار دواداره الأمير طشتمر وكان دوادار يلبغا.

فلما قتل السلطان الأشرف سنة ثمان وسبعين كان مدبر تلك الواقعة فيما قيل الدوادار طشتمر وهو الذي أشار على السلطان من العقبة أن يرجع إلى مصر فرجع في خواصه وقد نظموا له القضية فأصابه ما أصابه من الفتك وقتل جماعته.

وكان طشتمر من قبل دوادار يلبغا فارتفع شأن جماعة يلبغا وقويت شوكتهم وصار الأمير فيهم واستولى قرطاي وأينبك على الديار المصرية وصارا الأميرين الكبيرين وسلطنوا على بن الأشرف وأرسلوا طشتمر إلى نيابة الشام بعد ما واقعهم وكسروه، ثم ظفر أينبك بوقيعة قرطاي فقبض عليه وأخرجه إلى طرابلس، فقام طشتمر وجمع الأمراء ونواب البلاد وجمع العساكر وقصد الديار المصرية، فلما بلغ ذلك الأمير أينبك أرسل جيشاً لملاقاة العساكر الشامية فخرجوا فوقع في العسكر واقعة أوجبت هرب الأمير أينبك، وقام الأميران برقوق وبركة كانا في العسكر فرجعوا وقد هرب أينبك فأخذا القلعة وصارا الأميرين الكبيرين وذلك في صفر أو آخر ربيع الأول أو اوائل الآخر سنة تسع وسبعين وقبضا على أينبك وأرسلا إلى العسكر الشامي

<<  <  ج: ص:  >  >>