للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلطان ولاه بتوقيع كتب وألصق عليه وصك عليه علامة السلطان وأخرج الكردي ومتاعه وحوائجه وأظهر وفاة السلطان فلما كان من الغد يوم الأربعاء العشرين بعد الظهر وصل دواداره الصغير فارس وكان أرسله من مدة إلى السلطان فأخبر بوفاة السلطان ليلة الجمعة نصف الشهر من مرض عرض له، وأخبر أن سودون الطيار أمير آخور واصل بتقليده والنيابة وتحليف الأمراء وأنه فارقه من غزة وتركه يحلف عسكرها فوصل من الغد عند ارتفاع النهار سودون الطيار فنزل القصر بعد ما ألبس النائب خلعة الاستمرار بالنيابة فلبسها وجاء إلى الموكب فنزل وقبّل العتبة على العادة وضربت البشائر بالقلعة ونودي بالزينة وبسلطنة الملك الناصر فرج ابن الظاهر وله من العمر عشر سنين وأشْهُرٍ فإنه ولد أيام خروج والده من قلعة الكرك ولذلك سموه فرجاً وكان السلطان قد جاءه ولد في رمضان فسماه رمضان وذلك في سادس عشره.

وكان مرض السلطان من يوم الثلاثاء انقطع عشرة أيام وعهد إلى ابنه وأوصى يوم الخميس ثم توفي من الليل.

هذا كله والنائب مصرح بأن هذا السلطان صغير وأن المراسيم التي تصدر ليست عنه وإنما هي عن ..... الأمراء وأنا وصيّ السلطان لا يعمل شيء إلا بمراجعتي وأشباه هذا هذا الكلام وانزعج الناس لذلك وخشوا من فتنة، والأمراء بالشام مظهرون موافقته ولما بلغ ذلك نائب حمص أخذ القلعة وكذا نائب حماة وأما نائب حلب فقيل عنه أنه قصد ذلك فامتنع عليه.

وليلة (*) الجمعة النصف منه توفي السلطان الملك الظاهر أبو سعيد سيف الدين (١) برقوق بن أنس الجركسي بقلعة الجبل ودفن من الغد بحوش الخليلي خارج باب النصر وكان قد دفن هناك الزهوري الذي كان يعتقده


(*) جاء في حاشية الورقة (١٨٦): وفاة السلطان الملك الظاهر برقوق وتولية ولده السلطان الملك الناصر فرج.
(١) تاريخ ابن قاضي شهبة ٤/ ٣٧، إنباء الغمر ٤/ ٥٠، النجوم الزاهرة ١١/ ٢٢١، شذرات الذهب ٩/ ١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>