وليلة الاثنين نصفه وصل الخبر بتولية القاضي شمس الدين ابن الأخنائي القضاء وما معه من الوظائف على عادته وانفصل عنه القاضي أصيل الدين بعد ما باشره شهرين ونصفاً وكانت مدة ولايته ثلاثة أشهر وأيام.
ويوم الاثنين من الغد وصل التوقيع مع مملوك النائب سونج بغا وكان توجه في أمور مرافقاً لنائب القلعة وأخّر لبس الخلعة إلى يوم الخميس.
ويوم هذا الاثنين وصل نائب القلعة جاني بيه الذي كان جاء على نيابتها فلم يمكن ورد إلى القاهرة ليستحلف للنائب الأمراء ويستوثق له منهم وصحبته مملوكه سونج بغا ووصل خاصكي معه خلعة للنائب فخرج فتلقاه ولبس الخلعة ثم نزعها بدار السعادة وخلعها على المتسقر وأنزل نائب القلعة بقاعة الدوادار داخل باب النصر كما أنزل أولاً هذا وقد ورد بإجابة النائب إلى ما طلب، ثم إن النائب رجع مملوكه سونج بغا إلى القاهرة مرة أخرى مرافقاً لمتسفر نائب القلعة حين رجع بخفي حنين.
ويوم الثلاثاء سادس عشره وصل القاضي برهان الدين التاذلي من القاهرة متولياً القضاء وقد سبقه توقيعه فسلم على النائب ثم نزل بداره قاعة ابن عصفور، وكانت غيبته عن دمشق سبعة أشهر ونصف تقريباً.
ويوم الأربعاء سابع عشره رسم على ابن القفصي المعزول عن قضاء المالكية بالعذراوية من جهة النائب وذلك أنه اجتمع بالنائب وشكى عزله وضرره واسترسل في الكلام على عادة هذره إلى أن قال "أنا أروح إلى ملك ابن عثمان" فأغضب النائب وأقامه فذهب إلى بستانه بالمنيحة (١)، ثم قيل للنائب: هذا يقول مثل هذا الكلام بحضورك ويذهب فطلب بالنقباء ورسم عليه فأقام أسبوعاً ثم أطلق.
ويوم الخميس ثامن عشره خلع على القاضيين وقرئ تقليدهما في المقصورة وحضرنا ذلك وحضر بقية القضاة وحاجبان وجماعة وتاريخ توقيع المالكي مستهل ذي القعدة فمدة ولاية ابن القفصي في هذه النوبة العاشرة
(١) المنيحة - قال ياقوت -من قرى غوطة دمشق- معجم البلدان ٥/ ٢٥١ (١١٦٦١).