للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخطيبها محمود وابن بهادر الذي جاء من مصر، وكذلك المالكي المعزول وسجنوه ثم ذبحوا ابن الأذرعي والنابلسي وعصروا المالكي المعزول وأخذوا منه مالاً، وأما القاضي الشافعي فإنه كان احتاط لنفسه ونقل ماله وقماشه إلى البرج وتوجه إليه قبل الوقعة.

ثم توجه الأمير صُرُوق إلى البرج يحاصره ثم رجع آخر النهار فخرج من بالبرج في القوارير إلى ... ليلاً ليلة الثلاثاء وهربوا فأصبحوا ليس لهم أثر، ونهبت الأسواق وتتبع النائب من نهب بيته وجرى كل قبيح ثم بلغنا أنهم ذبحوا من بقي في أسرهم فالله أعلم.

ثم بلغنا ما هو أغرب من ذلك وهو ابن العفيف صلاح الدين وكان قد توجه إلى طرابلس لما ضاقت به الدنيا وافتقر وخرجت وظائفه يرجو نوال قاضيها مسعود لما جرى ما جرى سعى عند نائبها فولاه قضاء الشافعية وهو عار من الفضل بالكلية لا يعرف إلا صنعة الكتابة وكتابته حسنة، وكان إلى قريب جندياً ثم دخل في الديونة وولي نظر الأيتام ثم خرج منه لسوء بصيرته هذا وكان جده حنفياً والظاهر أنه على مذهب جده، ويا ليت شعري بما يحكم وبأي مستند يحكم إنا لله وإنا إليه راجعون.

وفيه سعر الفقاع كل كوز بفلس جديد فأفسدوه إلا الذي في الفسقار فاستمر منصلحاً ودام سعره على ما كان كل كوزين بثمن درهم.

وفيه توفي جمال (١) الدين يوسف بن الكويز وكان يباشر نظر الوقف المنصوري مات مسافراً.

وليلة سابع عشريه توفي الشيخ شهاب (٢) الدين بن الشيخ صلاح الدين العلائي بالقدس.

ويوم الجمعة تاسع عشريه أول كيهك، ويومئذ أطلق النائب الأمير بتخاص ومن اعتقل معه وهو موسى التركماني بعدما دام معتقلاً ثلاثة


(١) * * * *
(٢) إنباء الغمر ٤/ ١٤٩، الضوء اللامع ١/ ٢٩٦، شذرات الذهب ٩/ ٢٨. وهو أحمد بن خليل بن كيكلدي.

<<  <  ج: ص:  >  >>