ويوم الأربعاء ثامنه بعد العصر توفي (١) محمد بن محمد ابن الغلفي يعرف بابن الشيخ المعظمية بالصالحية ودفن من الغد هناك، سمع من الحجار وغيره وحدث.
ووقع مطر جيد جداً يوم السبت عاشره من طلوع الفجر أو قبله إلى أثناء النهار ودام الغيم وتكرر وقوع المطر ثم وقع ليلة الأحد من أوائل الليل مطر كثير غزير جداً وفيه رعد شديد وبرق ودام عامة الليل لم يقع بهذا الشتاء مطر مثله كثرة وقوة وطول مدة وكانت ليلة مباركة إن شاء الله وجاء سيل من آخر النهار ففاض بردى ولم يزل يتزايد حتى الليلة المستقبلة.
وفي هذه الأيام خرجت أثقال الأمراء المتقدمون من الجيش، وخرج الأمراء يوم الأحد وهم الأمير أرغون شاه والأمير فارس ويعقوب شاه من المصريين، ومن الشاميين صرُوق ويلبغا الأشقتمري وابن منجك أمير فرج.
ويوم الاثنين ثالث عشره دخل نائب حماة ليتوجه مع العسكر إلى مصر ونزل شرقي الميدان بدار النائب المعروفة ببلّوا.
وآخر ساعة من يوم الثلاثاء رابع عشره نقلت الشمس إلى برج الحوت وهو عاشر شباط وسادس عشر أمشير، ووقع يومئذ مطر كثير جدًا نظير ما وقع ليلة الأحد ثم وقع أيضًا ليلة الأربعاء كذلك ويومه وليلة الخميس كثيراً جداً متواتراً، وجاء ليلة الخميس أيضاً سيل فاض به النهر حتى ملأ الميدان ووعره، وكان هذا المطر في هذه الجمعة عامّاً جرت منه أودية حوران كلها ثم تزايد إلى آخر النهار واستمر إلى الغد ثم وقع المطر يوم السبت أيضاً.
ويوم الخميس المذكور سادس عشره وصل أقبغا نائب حلب ومعه جماعة من الأمراء المقدمين وغيرهم وخرجوا ليلاً لتلقيه فنزل القصر الرابعة
(١) تاريخ ابن قاضي شهبة ٤/ ١٣٦، إنباء الغمر ٤/ ١٨٢، الضوء اللامع ٩/ ٢٢٤ (٥٤٦)، شذرات الذهب ٩/ ٣٥، السحب الوابلة ٤٤٥، الذيل على دول الإسلام ٤١١.