القاضي صدر الدين المناوي وقاضي القضاة جمال الدين الملطي وقاضي القضاة ولي الدين أبن خلدون المالكي وقضاة الشام وأُجلس على السجادة بين قاضي القضاة وأدى الخطبة أداءاً فصيحاً صحيحاً وشرع في الدرس في تفسير أول سورة الكهف وكان درساً حسناً إلا أنهم عجلوا عليه وطلبوا التخفيف.
ويومئذ تهيأ ابن الآدمي صدر الدين ليخلع عليه بوظيفة كتابة السر وشاع أنه يلبس وربما خلع عليه فلم يتفق وكان فيما قيل كتب خطه أو وقع الاتفاق معه يضمن على ثمانية آلاف مثقال ثم وقع كلام من كاتب السر أوجب العدول عنه إلى السيد نقيب الأشراف.
ويوم الخميس سادس عشريه توفي شاهين (١) الطواشي زمام دار نائب الشام تينبك طُلب وعصر على أموال النائب ثم أُحضر بين يدي الأمير يشبك فخاطبه بكلام أغضبه فضربه بشيء في يده فمات وكان رجلاً جيداً فوض إليه النائب نظر جامع يلبغا فعمّره وبيّضه وعمّر قرية للوقف كانت خراباً وبذرها في ذلك العام وكان لا بأس به يحب أهل الخير.
ويوم السبت ثامن عشريه وقع في أوائل النهار مطر كثير جيد قوي ثم كذلك بعد الظهر بين الصلاتين وبالجملة فوقع في شهري آذار ونيسان ما لم يقع في الكانونين وحصل مع ذلك رعد شديد وجاء قبل العصر سيل فاض به بردى فيضاً ودخل الميدانين.
ويوم الاثنين آخره كتب توقيع الباعوني بخطابة القدس بعد ما كانوا كتبوا بها لابن السائح قاضي الرملة وباشر وأخذوا منه في الطريق بعدما كان غرم من قبل.
وتراءى الناس الهلال ليلة الاثنين فلم يروه وكانت رؤيته ممكنة فإن نوره كان ثلاثة أرباع أصبع وبعده أزيد من إحدى عشرة ومكثه نحو اثني