للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليلة الجمعة ثالث عشره ثم جاءني كتاب أنه توفي في ثاني عشر الشهر، وأنه خلف ولداً خيراً من طلبة العلم وكان أفضل الحنابلة بالديار المصرية يشارك في الفقه والحديث والأصول، وكان يقرأ كثيراً على الشيخ سراج الدين الحديث وغيره، اجتمعت به وأضافني ببيته بالمنصورية وقرأت أنا وإياه وابن القرشي مناوبة كتاب الرسالة للشافعي على الملوكي في سنة تسعين، وكان صار هو المعين لقضاء الحنابلة من حيث الاستحقاق وكان في عشر الستين، والباهي نسبة إلى باهي قرية من قرى مصر من الوجه القبلي.

ويوم الاثنين ثالث عشره طلب مماليك السلطان النفقة من الأمير يشبك الخازندار والدوادار يومئذ وهو المشار إليه بالكلام في الدولة فراوغهم فهموا به وهو راكب في أثناء الطريق جاءٍ إلى منزله بيت بتخاص فأشاروا إليه بالضرب بالدبابيس (١) وربما ..... بعضهم كلوتته (٢) فعطف من عند باب الجامع الشرقي ودخل من الزقاق الذي عند الفقاعين إلى منزله، ثم بعد أيام قبض على بعض أولئك وضرب.

ويومئذ وقع مطر قبل الظهر يسيراً وفي الساعة الأخيرة منه وطلع قوس قزح من ناحية الشمال إلى الجنوب اثنان متقاربان الشرقي منهما أبين وأوضح وفي الليل وقع أيضاً فأصبحت الأرض ..... فلما كان عند الظهر قبل وبعد وقع مطر كثير جداً وبرد ورعد قوي جرت الميازيب مدة وذلك في العشرين من نيسان، وفيه جاء الخبر بوقوع مطر في شعبان جرى منه سيل.

ويوم الأربعاء خامس عشريه نزل القاضي شهاب الدين الحسباني لولده تاج الدين عن تدريس الإقبالية والجاروخية بعد ما حفظ الحاوي وغيره وخطب بجامع التوبة ودرس من الغد وحضر قضاة مصر الثلاثة


(١) الدبابيس -جمع دبوس وهو آلة قتال عبارة عن يد من الحديد تنتهي بكرة - تنتشر الدبابيس على سطحها يضرب بها المحارب خصمه.
(٢) الكلوتة نوع من أغطية الرأس شاع بين اللايوبيين والمماليك.

<<  <  ج: ص:  >  >>