مصر والسلام على السلطان وقدمنا مرور الرسل بذلك فأجيب بأن الأمر إلى خيرته فقبل وصول ذلك، وقد وصل قرايوسف إلى الموضع المذكور خشي نائب حلب أن يقصدا حلب وأن يكون اقترابهما حيلة فأخذ بالحزم وخرج اليهم فواقعهم بهذا المكان فانكسر نائب حلب بعد ما حمل عليهم وضربوا عليه حلقة ثم سلم ووصل إلى حلب بأسوأ حال، وأسروا نائب حماة ثم أطلقوه ورجعوا إلى موضع قصدهم، وخطأ الناس نائب حلب في هذه الفعلة.
وفي أواخره حصل الصلح بين الأميرين الكبيرين بالقاهرة يشبك الدوادار وسودون طاز أمير آخور وكان حصل بينهما مقاطعة وتغير خاطر.
ووصل النائب من المرج بكرة الخميس الثلاثين منه ومستهل الذي يليه بعد ما غاب عشرة أيام وبعد وصوله وصل كتاب نائب الرحبة المعزول أنه صادف عند خان لاجين الأعراب قد قطعوا الطريق على ناس معهم ملح فقصدهم وقبض منهم على جماعة وخشي أن يتخلصوا فأرسل يطلب نجدة ليتسلموهم إلى دمشق فأرسل النائب جماعة من الأمراء وبالغ في ذلك وانزعج الناس وظنوا أمراً عظيماً وصاروا في هرج ومرج إلى أن أسفرت القضية عن هذه القصة.