بشنس نقلت الشمس إلى برج السرطان ثالث عشر حزيران وصادف ذلك هواء بارد.
ويوم الاثنين العشرين منه توجه النائب إلى المرج وحصل التأخر عن العادة فإن العادة خروج النائب إليه في أثناء الربيع فوقع التأخر بسبب مجيء السلطان وصوم رمضان.
ويوم الجمعة رابع عشريه أصبح الشيخ الصالح محمد ويقال له أيضاً محمد علي الكردي الصوفي بخانقاه عمر شاه بالقنوات، ميتاً قاعداً منطوياً وهو أقدم من بها من الصوفية وكان رجلاً زاهداً ورعاً لا يرزأ أحداً شيئاً ويؤثر بما عنده وهو حسن الأخلاق لا يبالي بالدنيا ويؤثر عنه كرامات وكشف وهو مقبل على شأنه لا يخالط أحداً ويخضع لكل أحد وكان معمراً، وتقرر موضعه علاء الدين علي بن الصيرفي أحد فضلاء الطلبة، وصُلي عليه بعد صلاة الجمعة بجامع تنكز ودفن غربي الخانقاه المذكورة بمقبرة ابن حُمار وفيها مدفون الشيخ الذي كان بالخانقاه قيل من أيام الواقف شهاب الدين.
ويوم الجمعة أيضاً رابع عشريه ضرب الحاجب صدر الدين ابن الآدمي على مقعدته بضعة عشر عصي في محاكمة بينه وبين ابن سنقر بسبب إجازة بجهة وقف الخاتونية وجه الحاجب اليمين عليه في شيء أنكره فخرج يحلف ثم رجع وظهر بخلاف ما قال ففهم الحاجب منه الكذب وكأنهم ترجموه له فكلمه كلاماً ثم ضربه ومن الغد توجه القاضي إلى المرج واجتمع بالنائب.
ويومئذ يوم الجمعة كانت الوقعة بين نائب حلب دمرداش ومعه العسكر ونائب حماة وغيرهم من نواب القلاع ومن التركمان وعليهم قرايوسف ومعه السلطان أحمد صاحب بغداد عند ..... وكان أحمد حين جملس على سرير ملك بغداد نصره قرايوسف فرجع معه إلى بلاده زائراً كما قدمنا، فلما مرا على هذه البلاد وكان السلطان أحمد قد كتب كتباً إلى سلطان مصر وإلى أُمراء يعرفهم حين كان هناك ويستأذن في المجيء إلى