للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويومئذ عند العصر نقلت الشمس إلى برج الأسد في الساعة الحادية عشر وذلك في رابع عشر تموز.

ويوم الخميس حادي عشريه صُلي على جنازة شمس الدين محمد (١) بن عطاء الحنفي بعسر البول بمنزله عند رأس القنوات والتعديل وصُلي عليه بجامع يلبغا ودفن بالصالحية بتربة أقاربه وله نحو سبعين سنة على ما بلغني وكنت أظن سنه أصغر من ذلك فقيل لي أنه قال: أعرف تنكز، وقيل بل جاوز السبعين ولم يكن شيب لحيته غالباً وكان يتوكل للأمير ابن الجنبغا وزوجه بنت غزلوا وحصل مالاً ثم كان المتكلم بعدهما في تركتهما فأثرى وكثر ماله واشترى أملاكاً كثيرة وعمّر عمارات وكان يداخل ذوي الجاه وغيرهم وكان قبل ذلك يشهد ثم ترك ذلك حين استغنى وكان ينسب إلى مشترى الأوقاف، انقطع أياماً يسيرة فإني رأيته آخر يوم تلك الجمعة.

ويوم الجمعة تاسع عشريه توفي ناصر (٢) الدين محمد بن خطيب المشهد علي بن أحمد بن عثمان بن أبي الحسن بن حازم بن أبي حازم البعلبكي يعرف بابن خطيب المشهد ببعلبك، بالصالحية ونودي له بالجامع الأموي بكرة، صُلي عليه بالطامع المظفري، قال لي ولده مولده سنة تسع وأربعين وأظنه جاوز الستين وكان جندياً وصار بريدياً ثم صار نائب مشد الأوقاف ثم ترك ذلك وصار يلبس الصوف الخشن على طريقة أهل الفقر وأقام بالمزة مدة ببستان بلدق وقرأت صحيح البخاري في رمضان ببستانه وجمع الناس يوم الختم وله مداخلة في الأمور، وكان عندي يوم السبت الماضي في محاكمة، لم ينقطع إلا أياماً يسيرة، مات بخانوق حصل له.

وفيه خلع على ابن الشهاب محمود بكتابة السر بطرابلس وعلى القرشي الموقع بنظر الجيش بها.


(١) تاريخ ابن قاضي شهبة ٤/ ١٣٣.
(٢) تاريخ ابن قاضي شهبة ٤/ ١٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>