تدريسها ..... دراهم معينة فباشرها إلى حين وفاته وكان ربما أمّ وخطب بالجامع نيابة ويقرأ قراءة حسنة في المحراب وكان له تصدر بالجامع ويفتي وينتمي إلى ابن جماعة، وكان طويلاً بعيد ما بين المنكبين وهو رجل حسن قليل الشر والغيبة حسن البشر مع الناس، أثنى الناس عليه في جنازته خيراً رحمه الله تعالى ونزل عن التدريس والتصدير لأولاده وجعل شهاب الدين الحلبي نائباً لهم بربع المعلوم وجعله وصياً مع القاضي علاء الدين بن عباس فيما بلغني وأبيعت كتبه في رابع عشري الشهر بالبادرائية.
ويومئذ آخر النهار وصل الأمير سودون زاداه الذي كان جاء بالبشارة بوصول السلطان ثم توجه إلى حلب وتلك النواحي فتأخر بسبب قضية التركمان ثم رجع في هذا الوقت ونزل بالقصر وأقام ثمانية أيام.
وآخر النهار وصل صُرُوق الأمير بأمان من ناحية القابون وكان من حين الوقعة لم يُدر ما فعل وتلقاه بعض الأمراء الكبار ونزل بالشرف الأعلى.
ويوم الثلاثاء تاسع عشره توجه شهاب الدين الحاجب إلى القاهرة مطلوباً مصاحباً للأمير سودون زاداه وجاء كتابه في العشر الأول من ذي الحجة أنه وصل ووقف بين يدي يشبك وأنه افتتحه بالسب وكان يهلك لولا رفيقه الأمير سودون المذكور ساعده حتى نجا.
ويوم الأربعاء العشرين منه حضر درس البادرائية ولد علاء الدين ابن مدرسها المتوفى وله نحو عشرين سنة وقد أشرف على حفظ المنهاج وغيره فيما بلغني وأوصى والده أن ينوب عنه وعن بقية اولاده شهاب الدين الحلبي فعملوا لولده الأكبر هذا درساً أول محضره في هذا اليوم وحضر عنده القاضي المالكي والقاضي شهاب الدين الملكاوي فيما بلغني.
ويومئذ حضر الفقيه عبد السلام قرابة الكفراوي بالحلبية شرقي الجامع وولي مشيختها عوضاً عن تدريس البادرائية المذكور، وحضرت عنده أنا والقاضيان الملكاوي وابن الزهري وطائفة.