للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقال أن نائب الشام أرسل إليه فلم يجب وأنه إنما قطع كتبه.

ويوم الاثنين في الساعة الثانية ثالثه توجه النائب إلى جهة البقاع ليدور البلاد وقيل أنه هروب من كلفة الضحايا.

ويومئذ ظناً توفي زين الدين عمر بن شيخنا عماد الدين أبي بكر بن الحبال الحساب وكان رجلاً جيداً.

ويوم السبت ثامنه توفي الأمير الكبير المعمر جمال الدين يوسف (١) الهدباني الكردي بداره بالقرب من مسجد القصب وحمل إلى القبيبات فصلي عليه بالجامع الكريمي عقيب صلاة الظهر ودفن بتربة حموه الأمير زُبالة، فوق الجامع الكريمي بطرف العمران وقد ناهز المائة وكان يدعي أنه جاوزها وأقرب شيء يركن إليه ما أخبر به صهره القاضي المالكي، قال: تحاسب هو وبيدمر قُدامى فزاد الهدباني عليه بثمان سنين، قلت: ومولد بيدمر سنة اثني عشر فيكون مولده سنة (٧١٤) تقريباً وبلغ ثمانياً وتسعين سنة تقريباً وكان موته ..... ومات وهو حاضر الذهن يقول لهم: وصلت الروح إلى هنا إلى هنا، وكان يسب الأعيان ويشتمهم على جهة المزح ويحتملون له ذلك، وكان من قدماء الأمراء أقدم من بقي، تأمر أيام الناصر محمد بن قلاوون وولي ولاية الولاة في حدود ..... وولي الحجوبية ثم أُعطي تقدمة ألف ونُكب غير مرة وأُخذ منه مال كثير، وكان بآخره ولي نيابة القلعة غير مرة وليها في جمادى الآخرة سنة احدى وثمانمائة ومات السلطان الظاهر وهو نائب القلعة (*) فتحيل عليه تنم وأخذها منه، فلما جاء ولده الناصر صودر وأُخذ منه ثلثمائة ألف فيما قيل، وكان يعمل مشيخة الطوائف ويأخذ منهم الفلوس ويدخل في أمور غير طائلة وحصّل أموالاً طائلة كثيرة جداً، وحضر جنازته القاضي المالكي وهو زوج ابنته وجماعة يسيرة (**).


(١) تاريخ ابن قاضي شهبة ٤/ ١٤٠.
(*) جاء في حاشية الورقة (١١٠ أ): وليها في جمادى الآخرة سنة إحدى وثمان مائة.
(**) جاء في حاشية الورقة (١١٠ أ): وكان يسب الأعيان ويشتهم على جهة المزح ويحتملون له ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>