القاضي علاء الدين ثم وصل الخبر آخر السنة أنه لم يخلع عليه وقد قدمنا أنه كان رسم له به وأنه لما رسم له به سُعي عليه.
ويومئذ أحضر النائب المحتسب وأهانه وأراد أن ينزع ثيابه ليضربه فشُفع فيه وذلك لأنه ناظر المارستان الدقاقي، ودخل النائب المارستانين فلم يحمد أمرهما وعزله من الحسبة.
ويوم السبت تاسع عشريه خلع على ابن الحراني بالحسبة عوضاً عن القاضي جمال الدين بن القطب، وكان المذكور ناظر ديوان النائب بحلب فصادره نائبها فهرب منه إلى دمشق.
جاءني كتاب من القاهرة مؤرخ بسابع عشريه يتضمن أنه ورد كتب في العشر الأول منه في صاحب مكة وغيره يخبر أنه حصل بمكة حريق عظيم من رباط رامشت إلى باب حزورة (١) إلى باب العمرة، وسقط من العواميد مائة وخمسة وعشرون عاموداً.
وفيه أيضاً أنه كان ورد كتاب قبل سفر الحاج إلى الشيخ محمد المغيري من قاضي مكة يخبر أنه جاء بمكة سيل من باب شيبه فملأ الحرم وحول المنبر من مكانه إلى مكان آخر ودخل من باب الكعبة المشرفة حتى صار فيها نحو نصف ذراع وخرب ..... مما كان خربه السيل الماضي.
وفي هذا الشهر وجه الأمير جركس المعروف بأبي النائب تنم إلى نيابة الكرك وكان أهل الكرك لما ولي عليهم بتخاص غضبوا عليه ومنعوه من دخول البلد بسبب أن صحبته القيسية من أهل الكرك فقام اليمنية بسبب ذلك وأغلقوا الباب دونه وأرسلوا إلى السلطان فأرسل بعزله وتولية جركس مكانه وأُعطي بتخاص تقدمة سودون الظريف الذي كان نائب الكرك من قبل بحكم انتقاله إلى تقدمة بحلب.
* * *
(١) حزورة - قال ياقوت -كانت سوقاً بمكة ثم أدخلت في زيارة الحرم وأصبح هناك باب حزورة- معجم البلدان ٢٠/ ٢٩٤ (٣٧٠٨).