قلت: وهو بالشام اليوم كذلك وبعضه بأزيد والأردب الفول بثلاثين والأرز بمائة وخمسين، قلت: فيكون الرطل بدرهمين تقريباً، وبالشام اليوم أغلى من ذلك فإن القنطار بثلثمائة وأزيد ووصل إلى ثلثمائة وخمسين ويباع بالأسواق الرطل بأربعة وأزيد وهذا شيء ما عهدناه.
قال: وأما اللحم فالقناطر بمائة وخمسة وثلاثين أو ثمانين وهذا من حساب الرطل الشامي بنحو ستة دراهمِ ثلث أو بأزيد من سبعة وكذلك جميع الأصناف.
وفيه جاءت الأخبار بوصول تمرلنك إلى أرزنجان في جيش كثيف وهو قاصداً سيواس وهرب منها نواب ابن عثمان فانزعج الناس لذلك.
ويوم الأربعاء حادي عشره أول أيلول.
ويوم الخميس ثاني عشره عزل ابن خلدون المالكي من قضاء مصر وولي بدله نور الدين علي بن الجلال وخلع عليه بعد عصر اليوم المذكور وأُهين ابن خلدون وطُلب بالنقباء من عند الحاجب أقباي ماشياً من القاهرة إلى بيت الحاجب عند الكبش وأُوقف بين يديه ورسم عليه وحصل له إخراق وأُطلق بعض من سجنه، ثم أُعطي ابن خلدون تدريس المالكية بوقف الصالح عوضاً عن ابن الجلال ثم أُعطي بعد موت قاضي الإسكندرية شيئاً آخر (*).
ويوم الخميس ثاني عشره حكم شهاب الدين ابن القاضي بدر الدين ابن الجواشني بالنورية نيابة عن القاضي الحنفي استنابه بدل ابن القطب وعزل ابن القطب، وابن الجواشني أعرف الحنفية بصنعة القضاء اليوم فإن له فضلاً وفهماً وعانى كتابة الحكم مدة طويلة وليس في الحنفية من يعرف اليوم ما يتعلق بالقضاء سوى قاضيهم ابن الكفري وهو من أهل العلم، والقدسي عالم غير عارف بذلك معرفة جيدة، وهؤلاء فضلاء الحنفية في هذا الزمان فلا نجد بعدهما أحداً.
(*) جاء في حاشية الورقة (١١٢ ب): وسبب عزله مبالغته في العقوبات ومسارعته إلى ضرب جماعة الدولة.