الناس ثم في آخر النهار جاء من أخبر بالوقعة ثم وصل بعض فل العسكر وانجفل أهل حماة وتلك النواحي إلى دمشق يوم الجمعة سابع عشره، وبعد وقبل وإلى الآن لم تتحرر كيفية الوقعة ولكن الناس في خوف شديد وشرع الناس يتأهبون للخروج من دمشق وكان الحاجب ومن تابعه قد أرسل منه متوجهين على طريق صفد فنزلوا داريا ولم يأذن لأحد فاستغاث الناس فاذن لهم ثم منعهم، ثم نودي في يوم السبت بالمنع ومن سافر نهب وُرد من كان سافر.
ثم جاء يومئذ ثامن عشره بطاقة من حماة فيها أن طائفة وصلت من العدو إلى حماة وأنهم واقعوهم وأزعجوهم وضربت البشائر على القلعة واستمروا يضربون ومن الغد ثم نودي من سافر نهب وصار جماعة يسافرون خفية على درب صفد.
ثم أخبرني بعض الحلبيين بالوقعة، قال: خرجوا إليهم يوم الخميس وكانوا ينيبون على ظاهر البلد على كل نائب ناس فاقتتلوا يوم الخميس وكان العوام مشاة والترك فانتصفوا منهم يومئذ ثم قاتلوهم يوم الجمعة وقتلوا منهم وأسروا، فلما كان يوم السبت داروا حول البلد وعلوا على جبالها واقتتلوا فحملوا على العسكر حملة فولوا الأدبار ورجعوا إلى البلد ودخل أولئك في أدبارهم البلد، وكان العسكر لما رجعوا داسوا من قدامهم من المشاه وقتل جماعة من المشاة الذين كانوا قدامهم فلما ولوا الأدبار رجعوا لا يلوون على شيء ويلقون ما معهم من السلاح واللباس تخفيفًا، ودخل من دخل البلد منهم وأولئك في أثارهم وصعد النواب والأعيان القلعة ومنهم من لم يدرك فدليت لهم الحبال من السور ومنهم من هرب راجعًا على وجهه لا يدري أين يذهب فلما دخلوا البلد أخذوا في النهب والحريق وأسروا البنين والبنات، واختلفت الأقاويل في كيفية ذلك وعاثوا فسادًا وهذا آخر ما انتهى
إلينا.
ومن يوم الأحد لا ندري ما جرى فإلى الله المشتكى وبه المستعان وهو المستغاث وصار الناس يجيئون في أسوأ حال قد نقبت أقدامهم من