للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما حول الخندق من البناء وصعد الناس الأسوار واستعد الناس للقتال وعُملت المكاحل (١) بدار السعادة وكان قاضي القضاة يتولى أمورًا كثيرة وكذلك القاضي المالكي حمل السلاح وتلثم وكان يركب كذلك، وأعدوا القلعة وحملوا إليها ما يحتاج إليه من طعمةٍ وغيره ونصبت المناجيق (٢) وتأهبوا ولله الحمد.

ويوم الأربعاء ثاني عشريه وصل الخبر إلى الحاجب بأن حلب أُخذت قلعتها فضربت البشائر بين الظهر والعصر على باب القلعة وغيره وأن رسل تمرلنك واردة وبيده ما كتب من نواب السلطان بتسليم دمشق وأن لا يقاتل فتأهب النائب للهروب فوقف له العامة من أهل القبيبات وغيرهم ينتظرونه فلما خرج ضربوا بالمقاليع (٣) وسلوا السيوف ونالوا منه فرجع إلى دار السعادة.

وكذلك بلغني أنهم كلموا قاضي القضاة والقاضي المالكي وكان ابن الشيخ علي قد هرب من باب الجابية فأدركه بعضهم فرموهم بالنشاب ونجوا.

وتزاحم الناس بعضهم في بعض وأجمعوا على السفر والخروج على وجوههم واستغاث النساء والصغار وكان وقتًا عجيبًا ثم سكتوا ونادى نائب القلعة بالاستعداد للقتال.

وممن توجه السيد النقيب كاتب السر وأولاده وأتباعه وجيرانهم والنور ابن هلال الدولة و (هو) الكمال بن جملة وجماعتهم والقاضي شهاب الدين ابن الحسباني وتأخر عنه ولده وبناته الصغار ثم لحقوهم وهم بداريا فشوش عليهم أهل القبيبات وأخذوا دراهم لولده فرجع البنات وتوجه الابن، وتوجه القاضي عماد الدين البهنسي صحبة ابن الشيخ علي على درب الكسوة.


(١) المكاحل - سهام تحمل النفط ويقذف به على الأعداء.
(٢) المجانيق - جمع منجنيق وهو آلة معروفة من آلات الحصار ترمي جدران الحصون وأسوارها بالحجارة فتهدمها.
(٣) مقاليع -جمع مقلاع وتقوم مقام النبال-.

<<  <  ج: ص:  >  >>