للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأخبرهم فضربت البشائر على القلعة، فلما طلعت الشمس وصل سواق فأخبر بمفارقة السلطان بالريدانية بعد خروجه من مصر وأن له سبعة أيام فضربت البشائر في أثره ثانيًا، فجاء في أثره جماعة من البرد فأخبروا بذلك فضربت البشائر ثالثًا ورابعًا وفرحت الناس وصح لهم الخبر بمجيء السلطان والعسكر المصري واطمأنت خواطرهم وكانوا من قبل يسافرون في كل يوم طائفة فترك أكثر الناس السفر بعد ما كان منهم من شرع في التوجه وانتقل كثير من الناس من البلد إلى ظاهرها وكانوا قد سكنوا البلد، وجاء الغرباء ونزلوا بالجامع والمدارس وملؤوا الأماكن وكان يوم سرور عند الناس.

ثم جاء عثمان السواق من ناحية حلب وأخبر أن القلعة لم تؤخذ وإنما تحيل عليهم نائبها لما فهم منهم الميل إلى الخروج بالأمان فحسّن لهم أيضًا ذلك فلما خرجوا أغلق القلعة، وكذلك الأمير أسن بغا فيما نقل واتهم الناسُ أسن بغا ..... لأنه للعدو ولأنه أعجمي وكذلك اتهموا نائب حلب فإنه واطأ على كسرة الجيش لأنه من الأتراك كل ذلك بغضًا للجراكسة، وكذا الأمير سنتمر التركماني، وقالوا: إن العسكر لو ثبت لكسر جيش تمرلنك وإنهم كانوا أقوى منهم وأشد ولكن حصلت المخافة والله أعلم. ثم تبين أن العساكر المصريين لم تخرج بعد وإنما جاء البريد من مصر.

ويوم السابع عشر منه توفي صاحب اليمن الملك الأشرف (١) إسماعيل بن الأفضل العباس بن مجاهد بن علي بن المؤيد داود بن المظفر، وكان مشكور السيرة يثني عليه التجار، أخبرني بتاريخ وفاته الشيخ حسين بن الهندي المكي الحنفي (*).


(١) تاريخ ابن قاضي شهبة ٤/ ٢٠٨، إنباء الغمر ٤/ ٢٦٤ الضوء اللامع ٢/ ٢٩٩ (٩٢٢) شذرات الذهب ٩/ ٤٥.
(*) جاء في حاشية الورقة (١١٨ أ): ليس بخطه، إنما مات الأشرف المذكور في ليلة السبت الثامن عشر من الشهر المذكور كذا نقلت وفاته من كتاب مؤرخ اليمن على بن حسن ..... وكانت وفاته بتعز ودفن بمدرسة بها وكانت ولايته السلطنة بعد أبيه الأفضل في حادي عشر شعبان سنة (٧٧٨) وتسلطن بعده ولده أحمد صلاح الدين ..... وهو مستمر إلى .....

<<  <  ج: ص:  >  >>