العصر فبتنا بها ثم رحلنا منها بعد ما صلينا الفجر فوصلنا إلى زرع وقت العصر سالمين بحمد الله.
ويوم الجمعة حادي عشريه أوقفني ..... شيخ قرية ..... وما حولها على كتاب وصل إليه يومئذ من أمير آخور ..... يذكر فيه أن السلطان يوم الجمعة الماضية نزل غزة وأن الشاليش نزل يومئذ بقاقون وهم نوروز الحافظي وهو نائب الشام وعدّ جماعة، وأن يوم الثلاثاء وصل مقدمة العسكر إلى بسطة القصر.
ويوم الأربعاء حادي عشريه وصل الحاجب قرابغا من عند تمرلنك أطلقه وأرسله رسولًا يستعجل فيه جواب ما كتبه مع أسن بغا ويذكر قرب انقضاء المدة المؤجلة وأمهله عشرين يومًا وكان أسيرًا عند بعض الخراسانيين فذكر تمرلنك لمن في أسره قد أبطأ الجواب فانظروا لي من أرسله ممن يوثق به، فقالوا: قرابغا، فتطلبوه وسألوا عنه إلى أن ظفروا به فأوقف بين يديه فأرسله.
ولما وصل اختبط الناس وأخذوا في السفر ونادى نائب القلعة بأن من كان ساكنًا حوالي القلعة فليعزل حوائجه فإني أريد أن أحرق ما حولها فاشتد انزعاج الناس لذلك وأخذوا في النقلة وظنوا أن ذلك لأمر بلغه فاجتمع به قرابغا وغيره وقالوا: هذا خلاف الصواب فأصبح فنادى بالاستقرار والاستمرار.
ويوم هذه الجمعة ثالث عشريه وصل عبد للقصار مبارك وكان أُرسل من مدة وجاء معه ناس كثير جدًا من الذين كانوا توجهوا عند قدوم أسن بغا إلى الرملة وغيرها وانجفلوا لأخباره لما وصل الشاليش إليها فاطمأنت خواطر الناس بعد إزعاجها وسكنت بعد ارتجاجها وترك كثير منهم السفر بعد ما كانوا أخذوا فيه ورجع من كان وصل إلى داريا من قاصدي السفر على تلك الناحية، وصل إلينا الخبر بذلك ونحن بزرع ممن توجه إليها مسافرًا يوم الجمعة.
فصل الشتاء وليلة الاثنين سادس عشريه في الساعة السادسة نقلت الشمس إلى برج الجدي الثالث عشر من كانون الأول وسابع عشر كيهك.