وجاء يوم الجمعة المذكورة ثالث عشريه فيمن جاء شهاب الدين الحاجب وسكن الناس وأخبر بقرب السلطان والعساكر، فلما كان ليلة السبت وصل في الليل دوادار نائب حلب وأخبروا بأن نائب حلب واصل فأنزلهم الحاجب وأكرمهم فانزعج الناس بذلك وظنوا الطنون فلما أصبحوا تجرأ جماعة من العوام على الحاجب وهو بإصطبل النيابة وناوشوه وأنكروا عليه إكرامه لجماعة نائب حلب ووقع بينهم رمي بالحجارة والنبال حتى دخلوا القضاة وسكنوا القضية ثم ركب الحاجب لملاقاة نائب حلب فارًا من تمرلنك بعد ما أشاع الناس أنه يقصد أخذ البلد ومعه خلق كثير فلم يقدم إلا بعدد قليل بعد المغرب من ليلة الأحد ثم توجه إلى السلطان.
وأصبح الناس يوم الأحد فلم يرعهم إلا أهل بعلبك والزبداني ووادي بردى جاءوا بأبقارهم ودوابهم ونساءهم وأولادهم وأخبروا بوصول ابن تمرلنك إلى بعلبك فوجد أهلها قد هربوا فأخذوا ما بقي وما تركوا فيها، ويقال إنهم توجهوا نحو البقاع وكان نائبها قد توجه إلى وادي التيم ليجمع عليهم فلم يُدر ما فعل.
وهرب نائب حمص وكان بقارا وقد توجه إليها قبل خروجنا ليقيم بقارا ليطالعهم الأخبار فوصلت بطاقة من قبله أن تمر وصل إلى حمص ولم ينشب أن وصل إليه طائفة بقارا فهرب.
واشتهر أن تمرلنك قصد دمشق وأنه قد اقترب منها فجفل ناس كثير من دمشق وخرجوا مسافرين في ليلة الأربعاء ثامن عشريه فوصل منهم طائفة إلينا ونحن بزرع قبل العصر من يوم الخميس منهم شهاب الدين الحلبي نائب الخطيب ومعه الشيخ شهاب الدين الذهبي وجمال الدين يوسف الملكاوي، وأخبروا أن بقية القفل توجهوا نحو بلاد أذرعات وعجلون ومنهم شهاب الدين ابن نشوان وعلاء الدين الحواريان توجها إلى بلادهما وآخرون، أخبرني شهاب الدين الحلبي بالذي كتبته.
وأما أمر العسكر فلم يصح عندهم عنه شيء ولكن أخبر غيرهم أن الشاليش وصل إلى الخربة فالله أعلم.