بالحضور إلى الأبواب الشريفة فيتقدم الجناب بإيصال المشار إليه مبلغ ألفي درهم قولاً واحداً من ديوان الخاص الشريف بحيث لا يؤخر ذلك عنه لحظة واحدة ولا يحوجنا أن نؤكل عليه في أمره فيحيط علمه بذلك والله تعالى يؤيده إن شاء الله، كتب ثامن عشر صفر".
وليلة الجمعة سادس عشريه توفي الشيخ الإمام العالم المصنف سراج الدين (١) عمر بن علي بن أحمد الأنصاري ابن الملقن ويعرّف هو نفسه بابن النحوي وهو أحد تلاميذ الأسنوي وصنف في أيامه قديماً شرح المنهاج ثم صنف تخريج أحاديث الزاهر، وورد علينا دمشق سنة سبعين طالباً لسماع الحديث فسمع من جماعة من أصحاب ابن البخاري وغيرهم وكان أدرك بمصر بعض أصحاب النجيب واعتنى به قاضي القضاة تاج الدين لما قدم عليه وكتب له على مؤلفه وأرسل إلى شيخنا عماد الدين بن كثير فكتب له أيضاً، وإنما استعان بكتاب ابن جماعة ثم صنف بعد ذلك كتباً عديدة والمصريون ينسجونه إلى سرقة التصانيف فإنه ما كان يستحضر شيئاً ولا يحقق علماً ويؤلف المؤلف الكبير في المدة اليسيرة على معنى النسخ من كتب الناس، ودرس وأفتى وناب في الحكم ثم سعى في القضاء على مخالفه ابن أبي البقاء وجرت له في ذلك كائنة، وخلف ولداً نجيباً رأيته بالقاهرة ولو أخذ عن غير والده لنبل مولد ابن الملقن سنة أربع وعشرين وسبعمئة.
(١) تاريخ ابن قاضي شهبة ٤/ ٢٨١، إنباء الغمر ٥/ ٤١، بهجة الناظرين ٢٢١، الضوء اللامع ٦/ ١٠٠ (٣٣٠) شذرات الذهب ٩/ ٧١.