للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخانقاه (١) التجيبية بالشرف القبلي، وكان المجدلي لما توفي وليها ولدٌ له صغير نزل له عنها، فلما توفي ولأها الباعوني لبدر الدين حسن هذا ثم أخذ منه الولاية وأعطاها لأخيه الشيخ إسماعيل، فلما كان هذا الوقت سعى وأخذها وحضر يومئذ وعنده جماعة من الفقهاء ثم لما جاء الشيخ إسماعيل نزل له عنها.

ويوم الخميس سابعه اجتمع الناس عند قاضي القضاة لحضور الدعوى على الباعوني وأرسلوا خلفي فحضرت فلم يقدر تكامل اجتماع القضاة لانشغال الناس بموسم الحلوى.

واستناب قاضي القضاة يومئذ في الحكم القاضي شرف الدين الغزي، وحكم قبيل الظهر نائباً رابعاً، واستناب أيضاً القاضي شهاب الدين ابن الحسباني.

ويوم الجمعة ثامنه صلى السلطان الجمعة بجامع تنكز وأرسل إلى قاضي القضاة فخطب به هناك، ويومئذ حضر القضاة بعد صلاة الجمعة لسماع الدعاوى على الباعوني عند قاضي القضاة حسب المرسوم السلطاني فادعي عليه بدعاوى كثيرة من التماس أموال وتصرفات فاسدة وارتكاب ما لا يجوز متعلقة بالمرستان وتركات وأجور بعض الأماكن التي كان يسكنها واستيلائه على بعض بسط الجامع، وأنكر ذلك وأُلجئ إلى الأيمان وكان يجيب بلا أعلم ذلك، وأثبتوا عليه أُموراً كثيرة ثم رُد إلى الترسيم (٢) بقبة العادلية، ثم سعى أن يرسم عليه بداره ففعل ذلك ثم سأل أن تكون الدعاوى عليه عند الحنفي فرسم أن تكون عند الحنبلي.

وفي العشر الأوسط منه ضربت فلوس جدد وتعامل الناس بها كل حبة ثلاث فلوس وتركت العُتق على ما كانت عليه كل خمسة حبة، ونقشها الوجه الواحد اسم السلطان والآخر تاريخ السنة المضروبُ فيها وأنه بدمشق.


(١) الخانقاه -كلمة فارسية- تركية وهي بيت مخصوص لإقامة الزهاد والمتصوفة.
(٢) الترسيم - إصدار أمر بالملاحقة والمراقبة والتحفظ على شخص لحين البت في شأنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>