ويوم الخميس طيف بالمحمل السلطاني بالبلد على العادة واحتفل الناس بتحصيل الأماكن تحت القلعة للتفرج بناءً على أنهم يختلفون به ويزيدون في زينته لأجل السلطان فلم يكن شيء من ذلك بل كان أقل من بعض السنين زينة وبهجة وترتيباً وركب معه قضاة الشام دون قضاة مصر.
ويوم الجمعة رابع عشره صلى السلطان بالجامع على عادته، ويومئذ توجه إلى نيابة القدس شهاب الدين أحمد بن النقيب الذي كان حاجباً وأُعطي طبلخانة ابن ..... بحكم وفاته، ويوم الجمعة هذا بعد الصلاة توجه القاضي جلال الدين بن الشيخ سراج الدين البلقيني إلى القاهرة لعمل مصالحهم وودعه والده وقاضي القضاة بدر الدين وجماعة، ويومئذ وصل الشيخ عماد الدين ..... من القدس، ورأيته عند قاضي القضاة ولم أعرفه لطول العهد به وتغير حاله فانه فارقنا في سنة سبعين، ثم اجتمع في مجلس الحكم بعد ذلك وجاءني ليشهد علي في قضية متعلقة بالقدس وسألته عن مولده فقال: قالوا: سنة سبع عشرة وقد شابت حواجبه ولاح عليه الكبر مع أن عنده قوة، وكان قد أُعطي من مدة نظر المارستان وغير ذلك من وظائف القاضي فأخذها القاضي منه فكتب له ولاية هذه الأيام وأرسلت إليه وصادفه القاصد بالطريق ولم يخبره، وكان قصد المجيء للسعي في ذلك.
ويوم السبت نصفه قدم نائب طرابلس ويومئذ خرج خيام الأمراء المجردين إلى ناحية حلب.
ومن الغد الأحد سادس عشره خرج العسكر وهم الأمير الكبير سيف الدين كمشبغا والأمير سيف الدين بكلمش والأمير شهاب الدين ابن يلبغا ومن تبعهم من المصريين، ومن الشاميين ابن المهمندار الحلبي الذي يقال له المنقار وهو أحد المقدمين وآخر يقال له فلان الطازي مقدم أيضاً ونائب صفد فنزلوا ببرزة وخرج السلطان بكرة الاثنين إلى الوطاق (١) فمد له الأمير الكبير سماطاً ثم رجع وتوجه العسكر من برزة بعد العصر من يوم الاثنين سابع عشره.