الحاجب الكبير إلى إقطاعه نوى ومباشرة سودون الطريف نائب الغيبة وكان غائبًا فوصل يوم ورود الخبر بكرة الخميس العشرين منه فتوجهوا على الصعب والذلول وضربت الطبلخانات وصعق النفير ونودي في البلد بالتوجه إلى الغزاة فلما وصل النائب إلى هناك توجهوا إلى ناحية بيروت فقصدهم النائب وقد نفروا أيضًا إلى البر ووقع قتال شديد هناك.
ويوم الاثنين رابع عشريه وصل القاضي ناصر الدين ابن خطيب نقيرين إلى داريا فنزل بها وخرج لتلقيه طائفة من الناس وبات هناك ثم فى خل البلد من الغد ونزل بمدرسة الخبيصية وهو متوعك وأرمد وسَلمتُ عليه فوجدت عليه حرارة وهو ضعيف وحقن يومئذ مرتين فانصلح أمره.
ووصل يومئذ أعني يوم الثلاثاء توقيع ابن عبادة، وآخر نهار الاثنين وليلة الثلاثاء (٢٥) قطع الأعراب الطريق على القاضي علاء الدين وكان رجع من قسمة محجه ومعه الناظر ابن الزكي ناصر الدين وابن الكرجي والغلام وذلك عند كتف المصري فسلبوهم ما معهم وعرقبوا الخيل والبغل وطعن ابن الزكي برمح فمات وطعنوا القاضي وهو ممدد طعنات ليموت فظنوا أنه قضى وضربوا الكرجي بسيف، فمشى القاضي إلى خان ابن ذي النون وحل عريانًا إلى بيته ليلة الأربعاء، وجاء الغلام من الغد وجراحات القاضي سليمة ولم ينج الكرجي وأرسل طائفة يتبعون آثارهم ..... وكان ناصر الدين المذكور جنديًا وبيده ثلث نظر العزيزية وبقية المدارس.
وليلة الثلاثاء حادي عشره توفي (١) قاضي الديار المصرية ابن الصالحي وكان منسوبًا إلى كرم ورياسة وإحسان إلى من يقصده.
ويوم الأربعاء سادس عشريه وصل ساعي من جهة القاضي شمس الدين ابن الأخنائي وعلى يده كتب تدل على ولايته قضاء الديار المصرية وأنه لبس يوم الخميس ثالث عشره عوضًا عن ابن الصالحي بحكم وفاته بالأمس انقطع ثلاثة أيام.
(١) تاريخ ابن قاضي شهبة ٤/ ٣٩٢، إنباء الغمر ٥/ ١٩٠، الضوء اللامع ٩/ ١٠٠ (٢٦١)، النجوم الزاهرة ٢/ ٢٨٤.