وفيه قصد داودار النائب الكبير شاهين عمارة جامع التوبة أثابه الله تعالى ولما كان يوم الثلاثاء رابع عشره فقبل الصناع بناؤه كله خلا المنارة بخمسة آلاف وخمسمائة وشرعوا في عمارته وهدم بعض الحائط الشمالي مما يلي المنارة.
ويوم السبت ثامن عشريه نقلت الشممس إلى برج الدلو ووقوع المطر مستمر من قبل دخول فصل الشتاء والى اليوم لم ينقطع إلا أيامًا يسيرة.
ويوم الخميس سادس عشريه وصل توقيع القاضيين الشافعي والمالكي، وتوقيع الشافعي مؤرخ بمنتصف جمادى الأولى وفيه تدريس الناصرية ونظرها وتدريس الغزالية ونظرها، وقد جاءني توقيع بهما وبإبطال ما سيكتب لغيري وفيه نظر المارستان والأسرى والأسوار والصدقات ولم يكتبوا الخطابة ولا مشيخة الشيوخ لأنهما لي ومع ذلك فخطب من الغد يوم الجمعة.
وجاء مع البريدي كتاب الدوادار يتضمن المطالبة للقاضي علاء الدين على مائتي ألف التي جرت عادة القاضي ببذلها على القضاء وان السلطان أنعم بها على أمير يقال له أينال حطب وكتب إلى ناظر الجيش أن يقبضها ويشتري لهم بها حوائج وقماش، وأن القاضي المالكي يؤخذ منه مبلغ خمسين ألفًا، وهذا شيء من أقبح ما يكون وقد تناهى حال القضاة إلى هذا الحد فإلى الله المشتكى.
وفي ليلة سابع عشريه قبض على والي البلد صبي مملوك ولي في الشهر الماضذي وضرب ضربًا كثيرًا ثم عزل عن الولاية ثم أضيفت إلى والي البر ابن الكلبياني فجمع بين الولايتين.