علاء الدين بن علاء الدين مستمرًا فيه لأن توقيع ابن عبادة كان كتب ثم انتقض ذلك لأن السعي كان من عند غير الأمير تمراز، وقضاء الحنابلة قد جُعل أمره من مدة إلى تمراز فلما بلغ تمراز غضب وأبطل ذلك وكتب توقيع هذا وما عرف الناس هذا إلا بهذا التوقيع، والعجب أن ابن عبادة توجه إلى مصر وراء السواق قبل وصوله.
وفي أواخر ذي القعدة وأوائل هذا الشهر تواترت الأخبار ووردت الكتب عن القصاد بتوجه تمر إلى ناحية بلاده وتقلعهم من بلاد العراق والجزيرة وتلك البلاد ولم يبق منهم أحد وأن سبب ذلك خروج ..... خان قصد بلاده أو أخذها.
وفي ثامن عشره وصلت الأخبار بكتابة توقيع الخطابة باسم كاتبه وتولية ابن عبادة قضاء الحنابلة بعد وصوله واجتماعه بتمراز، وتاريخ الكتاب ثامن ذي الحجة، وقبل ذلك وصل الخبر بكتابة توقيع القاضي عيسى بقضاء المالكية ولكن تأخر قاصده بغزة لضعف حصل له وفارق الذي معه هذا الكتاب أبا العباس الذي ولي القضاء الشافعي بغزة، فحصل بهذا انعزال القضاة الأربعة أما هؤلاء الثلاثة فظاهر وأما الحنبلي فإن ابن الكفري عزل كما قدمنا وولي ابن القطب منذ شهر فلم يوافق النائب، فتعطلت البلد عن الحاكم لكن الشافحي يحكم بإذن النائب والحنبلي لم يزل يحكم إلى أن منعه النائب في أواخر السنة.
ويوم السبت تاسع عشره وصل عبد اللطيف اللالا (١) مخبرًا بمولود ذكر ولد للسطان فضربت البشائر وزينت البلد أسبوعًا على العادة.
ويوم الأربعاء ثالث عشريه وصل توقيع القاضي المالكي شرف الدين عيسى وباشر من الغد بلا خلعة فمدة مباشرة القاضي حسن شهر ونصف، وولي القاضي عيسى في سنة ثلاث مرات وتخلله قاضيان فصارت خمس ولايات وكذلك الحنفية ست ولايات والحنابلة ثمان مرات والشافعية ثلاث مرات وكل هذا من المنكرات.
(١) اللالا: كلمة فارسية وتركية تعني المعلم أو المربي الرائد.