للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليلة الثلاثاء ويومه ثامن عشره وهو آخر الأربعين التي يشتد فيها البرد والعشرون من كانون الثاني وقع مطر جيد ومعه برد شديد، وليلة الأربعاء كثيراً جداً ومن الغد وتكرر في ليلة الجمعة ويومها، وهذه المطرة الرابعة التي وقعت في هذا العام والثالثة في فصل الشتاء وحصل بها خير كثير ونفع عظيم ثم تواتر المطر في آخر كانون الثاني.

ويوم الاثنين رابع عشريه وهو أول أمشير طيف بالمحمل على العادة وحضر الأمراء المصريون مع النائب وركب معهم قرايوسف، وكان المطر قد وقع ليلاً كثيراً.

وليلتئذ توفي الشيخ جمال الدين عبد الله (١) بن محمد ابن العلامة برهان الدين إبراهيم الرشيدي بالقاهرة وقد روي عن الميدومي وابن عبد الهادي وغيرهما، كتب بذلك إلى الشريف تقي الدين الحسني المكي وقال: كان له حظ من العلم ومعرفة بقراءة الحديث، وكتب إلي مرة أخرى فقال: سمع أيضاً من ناصر الدين ابن الملوك، وقال: كان له إلمام بالعلم ودربة بقراءة الحديث وله شهرة بالخير وهو أحد الصوفية بخانقاه سعيد السعداء، وكان خطيباً ..... خبره بعمر ابن حيدر وكان منزله بجواره.

ويوم الأربعاء سادس عشره توفي القاضي شمس الدين محمد (٢) بن قرمون الزرعي وكان باشر القضاء بمعاملة دمشق مدة وتنقل في المعاملة فمما ولي حمص والقدس والرملة وغير ذلك وآخر ما كان بالقدس فقدم دمشق فولي الكرك فتوجه إليها وهو ضعيف فرجع من الطريق فمات وكان عنده فضيلة وينظم نظماً فصيحاً وله قدرة على ذلك وأحسبه بلغ السبعين.

ويوم الجمعة تاسع عشريه حضر النائب الأمير يشبك الدوادار بمقصورة الخطابة بالجامع ومعهم قرايوسف فأحلفوه أن يكون معهم وأحلفهم أيضاً على ما أراد.


(١) تاريخ ابن قاضي شهبة ٤/ ٤٤٦، إنباء الغمر ٥/ ٢٤٤، الضوء اللامع ٥/ ٤٣ (١٦٣)، شذرات الذهب ٩/ ١٠٢.
(٢) تاريخ ابن قاضي شهبة ٤/ ٤٥٧، إنباء الغمر ٥/ ٢٦٩، شذرات الذهب ٩/ ١٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>