للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويوم الثلاثاء نصفه ضربت البشائر بوصول خبر يتعلق بصفد وهو أن الاتفاق وقع بين نائب صفد وبينهم على أن يكون يتبعهم وحلف لهم وحلفوا له ويترحلوا عنه ويعطيهم مالاً على ما قيل وزينت البلد لذلك، ثم جاء النائب ويشبك وبقية الأمراء المصريين خلا من هرب من العسكر إلى مصر مع نوروز ووصلوا يوم السبت تاسع عشره.

وكان نوروز قد أعطاه النائب دورة حوران والرملة وتلك النواحي فتوجه من هناك إلى الديار المصرية ولحقه جماعة من الأمراء الشاميين.

فلما كان من الغد يوم الأحد توجه النائب وجميع العساكر من الأمراء الشاميين والمصريين وأجناد الحلقة إلى ناحية الزبداني لتلقي جكم.

وخلع يومئذ على العلم سليمان ابن الجابي قباء بطراز بإعادته إلى الحسبة.

فلما كان يوم الثلاثاء ثالث عشريه دخلت العساكر وصحبتهم جكم فنزلوا بالميدان الأخضر هو ومن معه واحتفل الناس للتفرج عليه وأظهروا محبته لما بلغهم من حسن سيرته قديماً وحديثاً حين كان دواداراً وحين أخذ طرابلس وحلب، ولكن قيل أن السلطان لا يحبه لأنه كان يغلظ له في الكلام، وكان قد هيئ له بيت الحاجب جركس داخل باب الجابية فأبى النزول إلا في الميدان من أجل من معه، ولما استقر نزوله لاذ به الناس يدعون له ويظهرون محبته.

ومن الغد نودي على الفلوس أن كل رطل بتسعة دراهم وكانت كثرت وصغرت وصارت تصرف منها العشرة بخمسة وعشرين وأكثر وبلغت الثلاثين، والدينار الفرنجي بلغ السبعين ثم تناقص وربما بلغ الثمانين، وغلت الأسعار بسبب ذلك فبلغ رطل اللحم إلى ستة عشر أياماً من رمضان تناقص إلى ثلاثة عشر وهو بالفضة بخمسة ونصف في كل الأحوال، وهكذا سائر الأشياء، وأُبيع القطر كل رطل بخمسة وأربعين بالفلوس وبالفضة بالعشرين ودونها فلما كان يوم الأربعاء ثالث عشريه نودي على الفلوس كما ذكرنا فأبيع اللحم كل رطل بستة بها، ونزلت الأسعار ولكن الدينار الفرنجي سعر

<<  <  ج: ص:  >  >>