للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بخمسة وثلاثين، ولم نر رمضان أبيع فيه كل شيء غال مثل رمضان هذا ولا أرفع سعراً في كل شيء حتى أن رمضان الذي كان عقيب خروج شقطية والبلد خراب والناس ليس لهم شيء كانت فيه الأسعار أخفض من هذا بكثير، وسببه الفلوس فإنها في كل وقت تضرب جدداً ويصغر حجمها ووزنها وينادى على التي قبلها بالرخص فيشترونها ويأخذونها إلى دار الضرب فبعد أيام تضرب وتعاد العتق قبلها إلى الميزان فحصل للناس من الضرر أمر كبير.

ويوم الخميس رابع عشريه قبض على الحاجب الكبير جركس وأودع القلعة وأُحتيط على حواصله اتهموه بمكاتبة المصريين وأحضروا كتاباً بخط ديوانه فانكسر الحاجب وكان قد حلف لهم فأُحضر الديوان فاعترف أنه خطه فأُطلق وقبض على الحاجب فأُعطي داره والسوق الذي عمره لقرايوسف التركماني فذهب فنزل بالدار وتفرق جماعته البيوت التي فوق الحوانيت وأنزلوا من كان بها وآذوهم.

ويوم الخميس عشريه أول برمودة وأرسلوا يومئذ إلى القاضي بدار الخطابة قبيل الصلاة أن لا يدعو للسلطان فامتثل القاضي ذلك وكانت نوبته يومئذ ثم تابعه سائر الخطباء في شوال على ذلك في يوم العيد وبعضهم في الجمعة التي بعدها إلى أن تبين لهم أني دعوت للسلطان فيهما فتابعوني واستمر الأمر على ذلك.

ويوم الجمعة خامس عشريه أول برمودة.

ويوم السبت سادس عشريه قبض على الوزير بن شاكر وسلم إلى علم الدين سليمان ابن المحتسب ليستخلص منه عشرين ألف دينار ثم استقر الحال على سبعة آلاف وعزل الاستاددار واستراح المسلمون منه ثم أُعيد.

وليلة الأحد سابع عشريه سافر الأمير جكم إلى طرابلس بعد ما أقام بالميدان خمسة أيام.

وفي العشر الأوسط منه جرت كائنة فظيعة بالقدس وذلك أن نائبها حسن طلب منهم مالاً يفرضه عليهم بسبب ما تكلفه للأمير نوروز لما ورد

<<  <  ج: ص:  >  >>