للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هناك فامتنعوا فتركهم حتى اجتمعوا بحريم المسجد وغلق عليهم وألزمهم بالوزن فاستغاثوا عليه وصاحوا: لا يحل، فذهب فلبس السلاح رجاء إليهم فاقتتلوا فقتل بضعة عشر نفساً منهم أربعة من جماعة النائب وجرح جماعة آخرون فهرب النائب من القدس لا يدرون أين توجه، وجاء الخبر بذلك في هذه الأيام فوليّ النائب نيابة القدس لدواداره الصغير يلبغا وخلع عليه وعلى الأمير أسن باي بحجوبية الحجاب.

يوم الاثنين ثامن عشريه ثم اثبتوه تاسع عشريه اتصل بهم أشهاد قاضي صيدا فوصله الحنبلي وحكم به أن أول رمضان الاثنين والحساب يأباه.

وليلة السبت وهو السابع والعشرون منه على حساب أهل صفد توفي بها الفقيه شمس الدين محمد (١) ابن الشيخ عبد الرحمن الصبيبي المدني، وكان قدم من المدينة في أثناء السنة من مصر ثم خرج في أواخر شعبان منها قاصداً دمشق فعرض له اسهال ببلبيس وتزايد به إلى أن أدركه أجله بصفد ودفن من الغد وما بلغ الخمسين وكان معه ولده أبو الحزم فقدم دمشق وأخبر بذلك.

وفي أوله أو آخر شعبان توفي القاضي الفاضل نور الدين علي (٢) ابن القاضي العالم سراج الدين عمر بن علي المعروف بابن الملقن ودفن يومئذ ..... وكانت وفاته ببلبيس وهي معاملته فنقل إلى القاهرة في أول الشهر، وكان نائب الحكم ومدرس بمدارس والده وكان شاباً عاقلاً ما أحسبه بلغ الأربعين ولعله بلغها، واشتغل في العلم على والده وعنده سكون واجتمع بي بالقاهرة في حياة والده وتكلم معي بحضور القاضي ابن المناوي وهو منسوب إلى ديانة وكانت له ثروة وهو معدود في من يسعى في القضاء، عاش بعد والده ثلاث سنين وخمسة أشهر وأربعة أيام وجعلت


(١) وفيات ابن قنفذ ٣٨١ (٨٠٧) الضوء اللامع ٨/ ٤٨ (٥١) توشيح الديباج ٢٠٧ (٢٠٢)، نيل الابتهاج ٤٨٠ (٥٨٦)، كفاية المحتاج ٣٧٦ (٥٠١).
(٢) تاريخ ابن قاضي شهبة ٤/ ٤٤٩، إنباء الغمر ٥/ ٢٥٢، الضوء اللامع ٥/ ٢٦٧ (٨٩٤)، شذرات الذهب ٩/ ١٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>