بعد ما قنطوا ونشر رحمته وأسبغ الطول جزيلاً، وتكفل بأرزاق العباد وأوثق به كفيلاً" إلى آخره وبقيتها لابن المنير، وكان المطر قد انقطع في نحو نصف شباط ونصف شعبان على قلة ما وقع قبل ذلك إلى يوم الجمعة الماضية فوقع بها المطر كما قدمنا، ثم وقع هذا الكثير العام ..... والعجب أن الحر كان قد وقع من أثناء رمضان وتعجل ظهور القيظ من نحو نصف آذار، ونضج التوت في هذه الأيام ومن العشرين من آذار حتى بيع في هذا اليوم منه وهذا شيء لم يعهد قط، وأعجب في ذلك أن الورد كان في العادة المستمرة أن يستخرج ماءه في أيار وإذا أدركوا إخراجه في آذار المرة والمرتين والثلاث يكون ذلك معجلاً ..... فرغت الاستخراج من بعض الكركات قبل آذار وتنقض الباقي وأكثرها قبل فراغه وورد ..... كانوا يأتون به بعد فراغ ..... دمشق في أواخر أيار ..... في آذار توجهوا يأتون به ثم جاء في هذه الأيام التي وقع المطر في آخرها برد عاد الناس منه إلى لبس الفراء ومن كان مستمراً على لبس فروة لبس اثنتين فسبحان من هو على كل شيء قدير ويفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.
ويوم الأحد سادس عشريه أول بشنس وبعد هرب دقماق قبض على والي البر ابن الغزولي وضرب ثم عزل بعد ما باشر عشرين يوماً وولي مكانه رجل في جند النائب يقال له ..... وقبض أيضاً على ابن الشهاب محمود وسجن بالقلعة قيل أنه كان عنده وهرب من هناك.
وفيه ولي قضاء مكة المشرفة المالكية تقي الدين ابن الفاسي الشريف الحسني بمساعدة السالمي وجعل له معلوم على بيت المال وقبضه من مصر وتوجه، وجاءني كتابه أنه قرئ تقليده بالمسجد الحرام.
وفيه وصل عز الدين عبد العزيز إلى القدس من القاهرة وبيده توقيع بقضاء الحنابلة بالقدس، وكان عزل في قضيته مع الخطيب وولي مكانه آخر فوصل بالتوقيع فصادف نائبها يلبغا دوادار نائب الشام فأذن له ثم توقف فيه حتى يُعلم نائب الشام فسعى غريمه عنده.
وفيه ولي مكة قاضيان حنفي ومالكي فأما الحنفي فشهاب الدين أحمد