للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقبل ذلك في رمضان سمعنا بوفاة الطوخي الذي كان ولي الوزارة بدمشق في وقت ثم وليها بمصر ثم انفصل وكان يتردد من مصر إلى الحج كثيراً.

ويوم الاثنين العشرين منه أيضاً خلع على بشلاق الحاجب وهو من خواص النائب قلعة الصبيبة وعين لها جماعة ورتب لهم، وكان النائب نقل إليها أمواله وبلغني أنهم ولوا مكانه الحجوبية طغري برمش الاستاددار وجعلوا مكانه في الاستاددارية سليمان الصاحب الذي ولوه مكان ابن شاكر وأعادوا ابن شاكر إلى وزارته.

وليلة الخميس ثالث عشريه ركب طائفة من العسكر سائقين خلف الأمير دقماق هرب فيما قيل إلى ناحية صفد ومعه بعض الأمراء فلم يدركوهم فرجعوا.

وليلة الجمعة رابع عشريه وقع مطر جيد متواتر (٢٤) نيسان ثم استمر من آخر الليل إلى ما بين الظهر والعصر وجرت الميازيب وتوحلت الطرق وجرت المياه فيها وصار يوماً من أيام كانون وحصل للناس بذلك سرور كثير فقد كانوا في البلد يكادون يقتتلون على الماء للسقي، وأبيع العدان الماء يوم الجمعة بالشاغور (١) فيما قيل لي بثمان مائة فأغنى الله بهذه المطرة عن هذا التزاحم ووفر على الناس مالاً كثيراً في هذه الجمعة وما بعدها فإن هذه السقية ينتظم عليها زرع كثير واما الزرع البقل الذي لم ييبس وفيه رطوبة بعد انتعش وحيّي بعد الموت ولولا هذه يبس بقية الزرع، ثم وقع المطر بعد ذلك متواتراً ليلة السبت ومن الغد كثيراً جداً قوياً أقوى وأكثر من اليوم الذي قبله وتكرر وقوعه فيه لذلك ولله الحمد، وخطبت يوم الجمعة هذه والمطر واقع، خطبةٌ اولها "الحمد لله الذي غلبت رحمته غضبه فأسبل الستر جميلاً وتدارك بلطفه الخفي ووعده الوفي وكان وعد الله مفعولاً، فأجاب دعوة المضطر إذا دعاه ومن أصدق من الله قيلاً، وأنزل الغيث من


(١) الشاغور - قال ياقوت -محلة بالباب الصغير من دمشق مشهورة وهي في ظاهر المدينة- معجم البلدان ٣/ ٣٥٢ (٦٩٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>