الأربعاء ثالث عشره بأن لا يتأخر أحد، فلما كان من الغد يوم الخميس خرج الأمير جكم بجماعته فنزل بوطاقه بالقرب من قبة يلبغا ثم ارتحل من هناك يوم السبت.
وليلة الجمعة نصفه في أوائل الليل ..... جماعة خلف مماليك هربوا من العسكر فأدركوهم وعلق من الغد أربعة عند جسر الزلابية منكسين ثم شفع فيهم فأُنزلوا.
ويوم الأحد سابع عشره نودي أواخر النهار أن لا يتأخر أحد من العسكر عن الخروج من الغد إلى الوطاق، وكان النائب والأمراء ضربوا أوطاقهم عند القبة وكان القضاة عينوا للخروج ثم سعوا في ذلك، وأُعيد ابن الكليباني إلى ولايته بالبر والبلد.
ووقف النائب جميع أملاكه على ذريته وجهات معينة من ذلك فقراء الحجاز الذين لا مرتب لهم في ديوان الحرمين يرسل إلى كل بلد من البلدين الشريفين مائة قميص في كل قميص مربوط عشرة دراهم وعلى من يطوف عنه بمكة كل يوم وعلى عشرة أيتام ..... وشيخ يقرئهم وقرأ بالجامع الأموي وغير ذلك.
ويوم الاثنين ثامن عشره خرج النائب والأمراء فنزلوا الوطاقات المضروبة عند قبة يلبغا ومعهم قرايوسف خرجوا أرسالاً وتلاحق العساكر في اليوم المذكور وبعده إلى ليلة الجمعة فتوجه إلى شقحب.
ورخص الشعير والقمح فأبيع الشعير الجديد كل غرارة بمائة وعشرين بالفضة وكان أبيع بضعف ذلك وأزيد ثم ارتفع قليلاً والقمح أبيع بثلثمائة ونحوها بالفضه وأزيد وكان بأربعمئة بالفضة وأزيد.
وفي ثالث عشريه يوم السبت لبس قاضي القضاة جلال الدين ابن الشيخ بقضاء الديار المصرية وبعد أيَام لبس ابن البساطي بقضاء المالكية وعزل ابن خلدون.