ويوم الأربعاء تاسع عشره اشتهر مجيء سواق ومعه كتاب من نائب الشام من الصالحية أنهم وصلوا يوم عرفه إليها ولم يجدوا بها عسكراً وأنهم بعد العيد يتوجهون إلى القاهرة فضربت البشائر كذلك وبعد العصر ومن الغد، وظهر أن الذي جاء بالخبر الذي تقدم كان كاذباً يقال أن نائب صفد دسه إليهم ونودي بالبلد بوقوع الصلح بين العساكر.
ويوم الخميس العشرين منه جاء كتاب مقدم البقاع يخبر أن نائب طرابلس شيخ جاء من طرابلس هارباً فنزل بالبقاع وتوجه نحو وادي التيم وكان سبب ذلك أن أمير التركمان قصده فأظهر الاستعداد له فخرج وتوجه نحو الشام وكان قد جاء إلى طرابلس فتسلم نائب ولي من جهة السلطان بعد أن كان هذا النائب اخذها كما قدمنا فصار يراوغ ويتوقف فاستنصر ذلك المتسلم بالتركماني فلما وصل الخبر بذلك إلى نائب الغيبة نادى في الناس بالاستعداد وأن كل أحد يدافع عن نفسه فشق ذلك على الناس ثم قيل أنه وصل إلى نائب صفد وإنما توجه إلى ناحية القدس.
فلما كان يوم السبت ثاني عشريه جاء كتاب نائب صفد يخبر فيه أنه يقصد دمشق وأن السلطان أذن له في ذلك، فنادى نائب الغيبة في الناس بالتأهب لقتاله والمدافعة عن أموالهم وحريمهم فانزعج الناس وانتقلوا من الأماكن البعيدة والبساتين، وقالوا:"جاء العشران واختبطوا، ورد عليه الجواب مع صهره مؤمن إن كان السلطان ولاك النيابة فأرنا التقليد حتى نخرج نتلقاك على العادة وإلا فما لك إلا السيف".
فلما كان يوم الاثنين رابع عشريه جاء مؤمن ورد الجواب أنه لم يقصد ذلك وأنه تولى نيابة الشام وذكر مؤمن أن عنده كتاب السلطان بذلك، وذكر أيضاً أن جاءه ما يدل على انتصار السلطان على العساكر المتوجهين إلى هناك.
وفي غيبة مؤمن جاء كتاب من فواز البدوي المروى يخبر أنه جاءه بدوي من ناحية العسكر، يخبر أن العساكر وقع بينهم وبين المصريين قتال وأنهم كسروهم حتى قيل أن الخليفة والسلطان صارا في قبضة نائب الشام وتحدث الناس بذلك وصححوا هذا الخبر.