للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما كان يوم الثلاثاء خامس عشريه جاء كتاب نائب غزة يخبر بالوقعة وانتصار السلطان وانكسار العسكر وهرب النائب وجكم وقرايوسف إلى ناحية الشام وأنه جاء من أخبره أنهم وصلوا إلى العريش (١) في جماعة معهم فضربت البشائر لذلك ومن الغد، وكان الرسول من جهة فواز حاضرٌ بعد فقبض عليه.

وفي غيبة مؤمن جاء الخبر بأن ابن البجاس توجه إلى نعير لما أطلقه نائب حمص بشفاعة نعير إليه وجاء معه بجماعة من العرب إلى ناحية البقاع يقصد العشير والناس بالبقاع وأخذ بعلبك فبعثوا له نقيب الجيش يحيى بن لاقي يكشف الخبر.

ويوم الثالث والعشرين منه خلع بالقاهرة بالقلعة على الأمير نوروز بنيابة الشام وعلى الأمير سلامش حاجب غزة بنيابتها وخرج أول السنة الآتية.

ويوم الخميس سابع عشريه أول أبيب، ويوم الجمعة ثامن عشريه وصل نائب الشام شيخ والأمير جكم وقرايوسف وطائفة كثيرة من جماعتهم، واجتمعت يومئذ بالنائب وحدثني الدوادار شاهين بالقصة، وقال النائب: اكتب هذه في التاريخ، قال: لما وصلوا إلى الصالحية ثم التروية فوجدنا فيها إقامة كبيرة من شعير وحلواء وغير ذلك للسلطان فانتفع بها العسكر جميعه وفضل منها وأقمنا بها إلى اليوم الثاني من أيام التشريق ثم توجهنا مرحلتين، قال: وأرسلوني في جماعة نكشف لهم الخبر فصادفنا كشافة (٢) السلطان وإذا السلطان قد نزل بلبيس فتواقعنا وإياهم ثم انحاز كل منا عند إقبال الليل إلى العسكر فصادفنا العسكر وقد أقبلوا فأخبرناهم الخبر فنزل السلطان لما علم الخبر بالصعيدية ونزلنا قريباً منه ثم كانت


(١) العريش - قال ياقوت -مدينة جليلة وهي آخر مدينة تتصل بالشام من أعمال مصر هواؤها صحيح طيب وماؤها حلو عذب وبها سوف جامع كبير معجم البلدان ٤/ ١٢٨ (٨٣٥٣).
(٢) الكشافة - طلائع من الجند للتعرف على أحوال الناس وظروفهم في البلاد المزمع غزوها.

<<  <  ج: ص:  >  >>