للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلطان. وحضره الطواشي بهادر مقدم المماليك وهو يساعد المحكوم لها بحماة فجرى كلامٌ كثير ثم رأيت المسألة مصرحاً بها في كتاب المغني لابن قدامة وجزم أيضاً بعدم الاستحقاق ورأيت بخط بعض الفضلاء عن ابن تيمية أنه قال: من خالف في ذلك فقوله خطأ قطعاً، قال: ولا ينفذ حكم من حكم بخلاف ذلك، ورجع القاضي جمال الدين وقال: لم أعلم بحكم الحنبلي ولم أدر أن الأخوة أجانب، ولكن إما أن يرسل إليّ الخصمان وأنظر في مستندهما وأما أن أحضر المجلس فأشرت بإرسالهما إليه ثم بعد ذلك أعيد عقد المجلس بحلب بحضور الشيخ عن أمر السلطان عند الدوادار، وشنع الشيخ على الحنفي ووقع بينهما كلام، وصمم السلطان على القاضي الشافعي فوصل ما اتصل من حكم قاضي حماة وحكم به وألغى حكم الحنفي.

ويوم السبت سادس عشريه ويوم الأحد أيضاً أشيع وصول القان (١) أحمد بن أويس إلى بغداد وجلوسه على التخت ووصلت أيضاً رسل ابن عثمان أنه يوافي عسكر السلطان إلى سيواس قيل في أواخر رمضان يكون هناك، وقيل أنه وصلت أخبار من جهة تمرلنك أنه ورد عليه الخبر وهو بنواحي سيواس وأزرنجان (٢) أن بلاده قصدها عدو فكر راجعاً ولم يصح، وصادف هذا الشهر شهر تموز ووقع فيه حر شديد وقلّ لهذا الرطب فيه وشق على كثير من الناس الصيام فيه وأما المصريون فيتحدث الناس عنهم بأنهم ينتهكون حرمة الشهر وينسب إلى بعضهم الفطر وإنهم يقولون: نحن مسافرون وآخرون يقال عنهم: إنهم يتعاطون في نهاره المنكرات وقد حصل ببعضهم فساد كثير في المدن والقرى من نهب المغلات والأحطاب وغير ذلك.

وتراءى الناس الهلال ليلة الأربعاء وطلعت المنارة فلم يُر وكان في


(١) القان - من القاب الملوك وهي كلمة تركية الاْصل.
(٢) أرزنجان -قال ياقوت- بلدة طيبة مشهورة نزهة كثيرة الخيرات والأهل في بلاد أرمينية - معجم البلدان ١/ ١٨٠ (٤٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>