عشر فارساً فصادف وصولهم إلى جينين ونحن قد عرجنا إلى نابلس فمضوا إلى قاقون فلصا يجدونا ومعهم كتب إلى كاشف الرملة وكتب أيضاً إلى غزة بذلك .... فلم يلبث أن ورد كتاب الأمير سلامش مؤرخ بثالث الشهر من بلبيس أنه ولي نيابة غزة وأن الأمير نوروز لبس بنيابة الشام كأنه في أوله السنة وهو الاثنين عندهم فكتب ابن عبد الهادي إلى بكتمر بذلك فسقط في يده وأقمنا بغزة يومين وتوجهنا آخر نهار الأحد فوصلنا قطية بكرة ثم وصلنا بلبيس بكرة الأحد ثاني عشريه، فوجدنا قد سيّر إلينا وشاقيين من جهة أمير آخور وآخر من جهة الدوادار وقد سبقونا بيومين لما وصل كتاب نائب غزة ومن قطية أيضاً وأحاطوا بنا إلى أن وصلنا إلى تربة السلطان الظاهر كما سيأتي.
ويوم السبت سابعه بعد خروجنا قبض نائب الشام على الأمير الكبير سودون الطريف وسجنه بالقلعة ثم نقله إلى قلعة الصبيبة وقبض على كمشبغا الرماح وغيره، وقبض يومئذ على القضاة خلا الحنبلي فإنه اختفى وعلى كاتب السر والوزير وهدد الوزير بالسيف وجعل عليه مال وسلم القضاة لابن باشي بعد ما كانوا اعتقلوا بقاعة دار الساعة يوماً ليستخلص منهم وجعل قاضياً فأخذهم بين يديه مشاة وهو راكب من باب النصر إلى العادلية الصغرى فرسم عليهم بالنورية فلما كان في أثناء الليل هربوا جيء لهم بسلم من خارج فنزلوا منه واختفوا ولم يكن النائب حريصاً على ذلك إنما كان ذلك بإشارة الأمير جكم على ما أخبرني به ابن باشي بعد ذلك، ثم اطلق كاتب السر ثم سعى القضاة واجتمعوا بالنائب وبذلوا ما وقع الاتفاق عليه وعادوا إلى الحكم، ثم أن القاضي علاء الدين أذن لابن باشي وأخذ ما بيد القاضي من الخطابة وخطب بالجامع ثم وقع الاتفاق على أن يكون نائب القاضي ويعطى أيضاً صيدا وبيروت ويستنيب فيهم الأمير نوروز فبطل ذلك كله واستمر فيما بلغني ابن باشي بيده قضاء الساحل يستنيب فيه بولاية من القاضي مستمرة.
ويوم الاثنين ثالث عشريه أول النهار وصلنا إلى ظاهر القاهرة فنزلنا بتربة السلطان الملك الظاهر وكان اثنان من جهة أمير آخور أسان باي وآخر