من جهة الدوادار سودون المارداني قد قعدوا إلينا ببلبيس ثم وصلوا إلينا من جهة السلطان فتوكلوا بنا إلى أن أنزلونا بالمكان المذكور، وكان يومئذ وساعتئذ دخول الحاج مع المحمل والناس قد خرجوا لملاقاته والتفرج عليه فأُعلم السلطان بمجيئنا فطلبنا إلى القلعة فدخلنا من باب السلسلة وطلعنا من باب السر وصعدنا إلى زقاق عال يصعد إليه من الحوش بعد جاوزنا بيوت .... الإستاد بعد ما طلب الأمراء الأعيان فحضروا واحداً واحداً ويسمى وهم الأمير الكبير بيبرس وهو ابن عمة السلطان وأمير آخور أينال باي بن قجماس وهو ابن عم السلطان والأمراء سودون المارداني الدوادار ونائب الشام يومئذ نوروز الحافظي ولي في أوائل الشهر ونائب الشام كان طغري بردي ونائب حلب دمرداش وغيرهم ممن لم أحفظ اسمه، وطلب كاتب السر وحَضرنا كاتبه والشيخ محمد بن قديدار والأمير يلبغا المنجكي فدفع إليهم كتاب المقر السيفي شيخ وقبل الأرض، ثم أخذ بأيدينا فصعدنا الإيوان فأشرنا إلى يد السلطان بالتقبيل ثم أُمرنا فأجلسنا عن يسار السلطان بطرف المقعد الحرير وأمر الأمراء بالجلوس فقعد كاتب السر والأمراء خلفه وقرأ عليه الكتاب وتحدثوا مع يلبغا بالتركي ثم أُمر بنا فجعلنا بين يديه ووقف كاتب السر وسئلت عن أشياء فحصل الجواب عنها ولله الحمد بصوت عال ولم أهبهم فلما فرغنا سُئلنا الدعاء فدعا الشيخ محمد ثم خرجنا فأُمر بنا فأنزلنا عند قاضي القضاة سوى يلبغا فأنزل بالقلعة عند أمير آخور.
ويوم الثلاثاء رابع عشريه في تاريخ المصريين وخامس عشريه في تاريخنا خلع على الأمير نوروز خلعة السفر ويرد إلى ظاهر البلد كان خيامه قبل ذلك منصوبة هنالك بالريدانية.
ويوم الأربعاء خامس عشريه شهد على السلطان بوكالة المال بالشام لتقي الدين القرشي وأثبت على القاضي الشافعي ولذلك وقفت عليها.
ويوم ..... دخل المحمل والحجيج إلى دمشق وكانت سنة كثيرة المياه إلى الغاية مع أن الظن كان خلاف ذلك لقلة الأمطار ببلاد الشام ولكن